للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واحذر النمام تأمن كيده ... فهو كالبرغوث إن دب قرص

يرقب الشر فإن لاحت له ... فرصة تصلح للختل فرص

ساكن الأطراف إلا أنه ... إن رأى منشب أظفور رقص

واختبر من شأت تعرف فما ... يعرف الأخلاق الأمن فحص

هذه حكمة كهلٍ خابر ... فاقتنصها فهي نعم المقتنص

طرفة تاريخية

المساواة في الإسلام

حديث جبلة بن الأيهم

حدث المؤرخون قالوا: لما أسلم جبلة بن الأيهم الغساني - وكان من ملوك آل جفنه - كتب إلى عمر رضي الله عنه يستأذنه في القدوم عليه فأذن له عمر فخرج إليه في خمسمائة من أهل بيته من عك وغسان حتى إذا كان على مرحلتين كتب إلى عمر يعلمه بقدومه فسر عمر رضوان الله عليه وأمر الناس باستقباله وبعث إليه بأن زال وأمر جبلة مائتي رجل من أصحابه فلبسوا السلاح والحرير وركبوا الخيول معقودة أذنابها وألبسوها قلائد الذهب والفضة ولبس جبلة تاجه وفيه قرطة مارية وهي جدته ودخل المدينة فلم يبقى بها بكر ولا عانس إلا تبرجت وخرجت تنظر إليه وإلى زيه فلما انتهى إلى عمر رحب به وألطف وأدنى مجلسه ثم أراد عمر الحج فخرج معه جبلة فبينما هو يطوف بالبيت وكان مشهوراً بالموسم إذ وطئ أزاره رجل من فزارة فانحل فرفع جبلة يده فهشم أنف الفزاري فاستعدي عليه عمر رضوان الله عليه فبعث إلي جبلة فأتاه فقال ما هذا قال نعم يا أمير المؤمنين إنه تعمد حل أزراري ولولا حرمة الكعبة لضربت بين عينيه بالسيف فقال له عمر قد أقررت فإما أن ترضي الرجل وإما أن أقيده منك قال جبلة ماذا تصنع بي قال آمر بهشم أنفه كما فعلت قال وكيف ذاك يا أمير المؤمنين وهو سوقة وأنا ملك قال إن الإسلام جمعك وإياه فلست تفضله بشيء إلا بالتقي والعافية قال جبلة قد ظننت يا أمير المؤمنين أني أكون في الإسلام أعز مني في الجاهلية قال عمر دع عنك هذا فإنك إن لم ترض الرجل أقدته منك قال إذن أتنصر قال إن تنصرت ضربت عنقك لأنك قد أسلمت فإن ارتددت قتلتك فلما رأى جبلة الصدق من عمر قال أنا ناظر في هذا ليلتي هذه وقد اجتمع بباب عمر من حي هذا