للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جراي، ولم تفهم بصيصاً من معنى كلماته.

قالت إني أكره الأسرار، ولا أحب الغموض، وأعد الأسرار دليلاً على سوء التربية، وفساد القلوب، ونحن الأشراف خلقنا بأن ننزه أنفسنا عن التهامس والتخافت في زوايا الحجرات ولكن إذا كان لا بد من أن تنطلق في غموضك، وتصر على عزيمتك، فإني أسمح لك أن تركن إلى ركن في حجرة المكتبة فتلقي إلي هناك جميع ما تريد.

فانطلق جوليان في أثرها إلى المكتبة، على غير إرادته، وهو في أشد ضروب الحيرة.

فلما احتوتهما الحجرة جلست اللادي جانيت في مقعدها، وهي على أتم الإستعداد للسؤال والإستجواب، ولكن دخل في تلك اللحظة أحد الخدم يحمل رسالة.

وكانت الرسالة من سيدة وكانت إحدى صواحب اللادي جانيت وحبائبها جاءت إلى موعد قد ضرب من قبل بينهما ليذهبا إلى إحدى الحفلات.

وقد أعلن الخادم أن السيدة تنتظر اللادي في مركبتها عند الباب.

فلم يسع اللادي جانيت إلا أن تأمر الخادم بأن يدعو السيدة إلى الجلوس في قاعة الإنتظار وينبئها بأنها قد عرض لها الآن ما يشغلها وإن مس روزبري ستقوم مقامها في اصطحابها إلى الحفلة.

وهنا التفتت إلى جوليان جراي وقالت في لهجة التهكم اللطيف هل يسرك الآن أن لا تكون مس روزبري في الحجرة فقط، بل في الدار كلها.

فأجاب جوليان برزانة وجد أجل. خير لي أن لا تكون في المنزل الآن.

فانطلقت اللادي جانيت إلى قاعة الطعام فدنت من فتاتها قائلة أي عزيزتي جريس. لقد كنت تلوحين شاحبة مضطربة محمومة عندما رأيتك وأنت مضطجعة فوق المتكأ منذ هنيهة صغيرة، وأظن أنه لن يسوءك أن تخرجي إلى المركبة لترويح نفسك في النسمات العليلة، وقد جاءت جارتنا الآن لتأخذني إلى الحفلة المقامة اليوم وقد بعثت إليها أقول إنني في شغل عن الذهاب، فهل تصنعين لي جميلاً بأن تقومي مقامي في اصطحابها إلى المكان الموعود.

فظهر على مرسى القلق، ولم تستطع أن تحير جوابها. ولم تستطع رفضاً. وهنا أسرع هوراس إلى الباب ليفتحه استعداداً لخروج مرسى، وهمس إليها يقول وكم تغيبين. لقد كنت أريد أن أحدثك ألف حديث، وكان لدي أشياء وأشياء أريد أن أكلمك عنها، ولكنهم قد قطعوا