قالت الآن كل منا يفهم صاحبه. فدعنا إذن نتكلم عن سيدة أنسانا الحديث ذكرها منذ هنيهة. وأنا أعني بها يا عزيزي جوليان المرأة الغريبة التي جاءت في خطابك. ها نحن وحدنا كما رغبت أن نكون. إذن فارفع النقاب الذي يحجب وجهها عن الأعين والأبصار يا ابن أختي المحترم. ولتخجل ما شئت ولتتورد وجنتك إن أردت. أتراها ستكون مسز جوليان جراي المستقبلية؟.
فأجاب جوليان بكل هدوء بل إنها غريبة عني كل الغرابة؟
فصاحت اللادي مندهشة. غريبة عنك! وأنت قد كتبت إلي تقول إنك بها شديد الإهتمام!!؟
فأجاب جوليان نعم أنا بها مهتم. وأغرب من ذلك أنك ستكونين بها أنت أيضاً شديدة الإهتمام!. .
فألقت اللادي جانيت يدها فوق المائدة بقلق وانفعال وقالت ألم أحذرك أنني أشد الناس كراهة للأسرار. وأكثرهم اجتواء للغموض فهل تريد أن تشرح لنا ذات نفسك أم لا تريد؟.
ولكنه قبل أن يجيب على سؤالها، نهض هوراس من مجلسه قائلاً أتراني أحول دون الحديث؟
فأشار إليه جوليان بالعودة إلى مجلسه وأجاب كلا. إنك لا تحول دون الحديث، كما قلت من قبل. بل إني أقول الآن أنه بما أنك ستكون زوج مس روزبري في المستقبل فإن لك دخلاً فيما ستسمعان مني الساعة.
فعاد هوراس إلى مجلسه وعليه سمات الدهشة والإتهام. ومضى جوليان يخاطب اللادي جانيت قال لقد سمعتني كثيراً ولا ريب أتكلم عن صديق لي قديم يشغل وظيفة في الخارج.
فأجابت اللادي جانيت. أجل. الست تعني السفير الإنكليزي في مانهايم؟
قال هو ذاك. . فلما عدت من الريف وجدت بين الرسائل التي وردت إلي في غيابي خطاباً مستطيلاً من السفير. وهذا الخطاب قد أحضرته الآن معي وأنوي أن أقرأ عليكما شذوراً منه تخص قصة غريبة لا أستطيع أنا أن أسردها عليكما في أسلوب أشد بياناً ووضوحاً من هذه الرسالة.
قالت اللادي جانيت خائفة وهي تنظر إلى الصفحات الضيقة السطور التي نشرها ابن