واقترب هوراس قائلاً. . وهل أنت واثق من أن لي كما قلت دخلاً في هذا الأمر، إن سفير مانهايم رجل غريب علي!. فأجاب جوليان برزانة وجد إني كفيل بأن صبر خالتي وقلقك لن يكونا سدى إذا أنتما أمهلتماني حتى أقرأ عليكما ما أنا قارئه.
وإذ ذاك بدأ يتلو الشذرة الأولى التي انتخبها من الخطاب فقال. . . . . . إن ذاكرتي ضعيفة بليدة من ناحية التواريخ. ولكن لا بد من أنه قد مضت ثلاثة أشهر على اليوم الذي تلقيت فيه نبأ عن عليل إنكليزي جيء به إلى المستشفى في مانهايم وسألت أن أرى رأيي فيه، بصفتي السفير الإنكليزي في المدينة. فذهبت في ذلك اليوم نفسه إلى ذلك المستشفى وأدخلت على حجرة العليل. وكان العليل سيدة. . شابة ولعلها في صحتها تعد حسناء. فلما نظرت إليها ظننتها مائتة. وتبينت رأسها معصوبة بضمادة فسألت نوعه الإصابة التي أصابتها فعلمت أن المرأة كانت حاضرة إحدى المناوشات بين الفرنسيين والألمان، ولا يعرف أحد السبب ولا يعلم الباعث. وإن الإصابة جاءتها من شظية من شظايا قنبلة ألمانية. . .
وهنا استوى هوراس في مجلسه فجأة، وكان إلى هذه اللحظة مضطجعاً في مقعده غير مكترث ولا مقبل بسمعه. وصاح. . . يالله! أتكون هي تلك المرأة التي رأيتها ملقاة ميتة في الكوخ الفرنسي؟.
فأجابه جوليان إني لا أستطيع أن أعرف. ولكن لتستمع حتىنهاية الرسالة فلعلها تجيبك عني.
واستطرد يتلو الرسالة:
وكانت المرأة الجريح قد ظنت مائتة، فغادرها الفرنسيون في الكوخ ذاهبين، فوجدها الألمان بعدهم في فراش في كوخ وكان أول من وجدها رئيس جماعة الإسعاف!.
فصاح هوراس أجنتياس ويتزل!!.
فردد جوليان في أثره بعد أن نظر إلى العبارة التالية لما قرأ أجنتياس ويتزل!!.
قال هوراس بدهشة هو ذلك. أي سيدتي اللادي حقاً إن لي دخلاً في هذه القصة. ألا تذكرين ما قلت لك من قبل عن كيفية لقائي بجريس. ولا شك أنك سمعت كثيراً عن ذلك