للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فجلس الأب على دكة وقال وماذا تبغي مني الآن قل ماذا تبغي.

أريد أن تبوأني كنفك وتأويني إلى ظلك فقد حدثت على حادثة وحسبك هذا فإذا ظفر بي الشرط فأنا ميت لا محالة وهم لا ريب ظافرون بي إن لم تحلني دارك وقد حدثتك بأمري فأشر كيف تأمر، فقال الأب أتعني أنك سرقت أو قتلت،

نعم. أعني ذلك. وهل فيه ما يعجبك يا أبي ثم أتأر إليه بصره ولكنه ما عتم أن غضه ونظر إلى الأرض. وقال الأب بعد سكتة طويلة وأين أخوتك هم حيث لا ينالك منهم أذى. أما جون فقد ذهب إلى أمريكا وأما هنري فقد - مات:

فارتعدت فرائص الأب على الرغم منه وقال مات،.

نعم مات - وفاضت نفسه بين ذراعي - رماه حارس الصيد فتساقط إليّ وسال دمه على يدي - لقد كان الدم يجري كالماء - وكان ضعيفاً فغشى عليه ولكنه ما لبث أن ركع على الأرض واستغفر الله ثم قال لقد كنت قرة عين أمي ومحل أنسها يا ويليام وأنه ليثلج نفسي ويطيب قلبي أني لم أبكها يوماً إني ليلة ماتت - وإن كنت إذ ذاك حديث السن - ركعت عند قدميها وجوانحي تكاد تنقض وحمدت الله على ذلك.

أي ويليام كيف تودي ويبقى أبي، هذه كانت كلماته وهو في نزاع الروح فتبين منها ما تشاء. لقد لطمت وجهه في خمارك يوم تشردنا وهذا ما صار إليه أمرنا جميعاً فانتحبت الفتاة وأطرق الأب وجعل يميل يمنة ويسرة ورأسه بين ركبتيه وعاد ويليام إلى الكلام فقال:

هذا وإذا قبض على الشرط ذهبوا بي إلى الريف وأباؤوني بذلك الحارس وذلك من فوق امكانهم إلا أ، تمدهم بعلمك وتكون وهم يداً واحدة علي وكأني بك تفعل ذلك فإذا كذب ظني وأخلق به أن يكون كاذباً فإني أقيم حيث أنا حتى تلين لي أعطاف الأمور ويستيسر لي الفرار.

وقبع الثلاثة في كسر غرفتهم يومين كاملين وأقاموا بها لا يبرحونها وفي مساء اليوم الثالث اشتد على الفتاة المرض وفدحها ونفد طعامهم فكان لا مندوحة لأحدهم من الخروج ولما كانت الفتاة لأقبل لها بذلك خرج الأب وعلى الأرض غيابات الطفل.

فاستجدى المارة واشترى ببعض مالديه بعض الأشافي للفتاة وجاءته في أوبته بنسات ست