للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القاع.

ثم طفا مرة أخرى وجاهد في سبيل الحياة وتراءت له المباني على جانبي النهر والأضواء على الجسر الذي مر من تحته والماء الأسود عن يمينه وشماله والسحب سابحة في الأفق صريحة واضحة. ثم هوى مرة أخرى وطفا فارتفع من الأرض إلى السماء عمود من لهب زاغ فيه بصره وصوت الرعد بلسان الماء في أذنه فذهب بحسه.

وبعد أسبوع من ذلك لفظ الماء جثته مشوهة منتفخة فلم يعرفه أحد ولم يرث له ديار ثم حملت على الحرج وأودعت اللحد ونفضت من ترابها الأيدي.

الأستاذ

(قصة غرامية)

للكاتب الإنكليزي الكبير وليم ثكارى

تعريب الكاتب العبقري محمد السباعي

الفصل الأول

تحتوي مدينة هاكني فيما تحتويه من الزخارف والتحف. والنفائس والطرف. عدة مدارس للفتيات. ومعاهد للغانيات. فلا تكاد ترى داراً أبيقة بيضاء. في طرقة نضيرة خضراء إلا وعلى بابها لوح ينبئك أنها مدرسة للسيدات وكان مكتوباً على إحدى هذه الدور السطر الآتي:

(بيت بلغاريا)

مدرسة للجنس اللطيف من سن ثلاث إلى عشرين لصاحبتها ومديرتها المسؤولة

السيدة بيدج وشركائها.

(تنبيه ممنوع البصق)

وكانت المدرسة تتولى تعليم تلميذاتها من الفنون والعلوم مالم تزل السيدة الإنكليزية بفضله في طليعة النساء وفوق سائر الأوربيات أدباً وفضلاً. فتلقى الصغيرات مبادىء الغرز على اختلاف أنواعها وضروب الأناشيد والأدعية ولاسيما الأنشودة التي أولها

بين خضر الرياض والجنات ... منزل شيد للتقى والصلاة