للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتلقن الكبيرات أوزان النغم وأصول التوقيع. والضرب على الأوتار والنفخ في المزمار. والنقر بالدف. وسائر صنوف الشدو والعزف. إلى كثير من المعلومات التاريخية والجغرافية. والطبية والميكانيكية وألسنة الفرنس والألمان. والمجر والطليان والبرتقال والاسبان. خلاف علمى الرقص والألعاب الرياضية وكان يقوم بتعليمهما الأستاذ دوندولو

وكان الأستاذ برغم إيطالية اسمه إنكليزي السحنة واللسان قد أخذ لهجته من صميم بلدة لندن وارتدى شمائل سكان تلك الناحية وحمل في كل عضو وجارحة وفي كل إشارة وعبارة وحركة وسكنة حلية أولئك القوم وسيماهم فكانه أحدهم نشأ وسطهم ودرج بينهم. ولم ير ناساً غيرهم. ولا وطأ إلا أرضهم. أو سكن إلا ديارهم وكان مدير القامة عادي الألواح عريض المنكبين. طويل الشاربين. براق المقلتين.

ولست أدري أني حصل السيد المذكور في مدرسة المسز بيدج أم كيف وجد السبيل إلى ذلك المنصب على أنه أشيع أنها عرفته أول ما عرفته في مرقص ثم تأكدت المودة بينهما حى إذا وقع الحادث الذي أنا ذاكره لك الآن برئت السيدة إلى الله من كل صلة بالإستاذ وعلاقة. ومن كل نسبة إليه وصداقة. وقالت أنه ما كان لمثلها قط أن يأتي بمثله إلى مثل مدرستها وأنها ما كانت لتنزله بين جدران مكانها لولا لجاجة المسز أولدرمان جرامباس. ومن ذلك يتبين للقارئ أن سيرة الأستاذ في عهده الأخير بالمدرسة لم تكن بالحميدة - وأنه لكذلك فعسى تعلم صاحبات أمثال هذه المدارس بعد ذلك أنه قد تخطئ الظنون في الأصدقاء. وتضاع الثقة ولمودة عند غير الأكفاء. وأن بعض الصداقة خيانة وربما تنكر الغدر في زي الأمانة.

أقول وجعل الفتى الغطريف دوندولو يعجب الفتيات بخفته ورشاقة حركته ويروعهم بسرعته ونشاطه وميعته في مجال الرقص وكرته. ويدهشهم بأيده وقوته. وشطاطه وقامته. فمن نتيجة تعليمه أنه استطاع في مدة قصيرة من الزمن أن يمكن الفتاة بنكس وكانت مفرطة السمن قطيع الخطو تبهرها المسافة القصيرة من اتقان أعجل فنون الرقص فكانت تجول الجولة كأنها ظبية الرمل أو أسرع. ولكن أنجب تلميذاته وأملحهن جميعاً كانت الفتاة إديليزا جرامباس قرة عين أبيها ومناط أمل أمها وفخر أبويها وكانت مليحة عذراء قد ارتوت من ماء الشباب وغلا بها عظم وناهزت التاسعة بعد العشر. بعينين زرقاوين يعى