في مرقص وكان رجلاً عاطلاً من الحرف والصناعات. جواب بلدان وفلوات. فقدم إليها فهويته. وادعى أنه استاذ ألعاب فقبلته ثم نظرته الفتاة اديليز فعشقته. ورأت صاحبة المدرسة أن أديليز قد فطنت إلى ميلها لدوندولو فتغاضت لها عن كثير وأعارتها أذنا سميعة صماء. وعيناً بصيرة عشواء. حتى حصل ما حصل.
ولنعد بعد إلى ما كنا فيه من محاورة العاشقين فنقول وكذلك كانت اديلزا تجيبه بقولها يا لهذا النبأ الغريب. والسر العجيب! ويالقومي ما أخفى شأنك وأعظم أمرك! وياويح نفسي من أنا حتى أعشق مثلك وأي سانح قد جرى لي باليمن وشارق قد طلع بالسعد حتى ساقك القدر من ديارك لتستبي لب اديليزا وتحتبل فؤادها
فيقول ما أصدق ما تقولين يا أديليزا. فما حقيقتي كما تنظرين ولا أستطيع أن أكشف لك الحقيقة وإنما هو نبأ عظيم. وأمر جسيم. وحديث يهول. وقصة شرحها يطول.
ولكني على ذلتي وشقائي. وخمولي وخفائي. تنكر أمري وسوء حالي. وتجدد لوعتي وعفاء آمالي أهواك يا اديليزا. وإنما أهواك بذلك القلب الطاهر الذي كنت أحمله بين أضلعي في سالف زمني إذ أنا نقي صحيفة الحسب طاهر ذيل الذكر ساطع شهاب الصيت تلحظني عيون السعادة وتنام عني أعين الدهر. أهواك بذلك القلب الطاهر وتلك النفس البيضاء. لا بقلبي المشوب الذي يخفق الآن بين يديك فإنه أحط منك درجة وأسفل مقاماً! بلى ياصفوة الفتيات. ونخبة السيدات وزبدة العفاف وخلاصة الكرم وعصارة الفضل أني الآن نهب الخطوب وسلب الملمات. للحزن شطر مني وللضعة شطر. ولكن حسبي من زمني الغشوم أني أحبك وأنك حلم نومي وشغل يقظتي. ومطمح أملي ومجال لذتي. وإني عبس لي الدهر الآن وتجهم فلطالما هش في وجهي وتبسم. والحياة سجال يوم لك ويوم عليك.
فاصفرت وجنة الفتاة واصطكت قدماها. وخارت قواها. وكانت لا محالة تسقط من قامتها لولا أن تداركها داندولو فرفع بضبعيها. وأخذ بيديها ثم تعلقت بعطفيه. ولاذت بحقويه. وقالت. أنا لا أسألك من أنت ولا أبالي أسأت أم أحسنت. ولكني أحبك كيفما كنت.
فقال دوندولو أتقولين أسأت أم أحسنت؟ أأسيئك أنا؟ أيسيء دوندولو منية نفسه أديليزا! إذن لقد خولطت في عقلي وجن جنوني! وهنا جذبها نحوه ونثر القبل على قناعها ونقابها بل على وجهها. وكان في فعله ذلك من شدة الوجد كالذي أصابه خبل ومس. ثم قال لها ولكن