للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خبريني أيتها المليحة الحسناء من أنت؟ اني أخلني لا أعرف منك إلا اسمك على أنه حلو الرنين لذيذ المسموع.

فأطرقت خجلاً وقالت أنا من أسرة وضعة فقال الفتى فكيف إذن بلغت أن تكوني بهذا المدرسة وإني لك بدفع أجرها:

قالت إن أبوي على ضعة النسب في ثروة

قال فمن أبوك

قالت هو واخجلاه سماك فصاح دوندلو بارفع صوته سماك! هذا مالا يكاد يحتمل. ثم سل يده من يد الفتاة وأطرق صامتاً فلم يفه يلفظة حتى عادا إلى جدار المدرسة وكانت المسز بنكس وصاحبها يعجبان من سكوتهما فلما صاروا من المدرسة بمراى قالت أديليزا هذه المدرسة يادوندلو فلا بد أن نفترق! ثم ألقت بنفسها بين ذراعيه من شدة الوجد والوله.

وهنا صدمت مسمعيهما صيحة من المسز بنكس فالتفتا نحوها فإذا هي تعدو نحو المدرسة مسرعة وإذا خليلها ثابت مكانه كالذاهل وإذا صاحبة المدرسة المسز زيلا بيدج واقفة من الفتى والفتاة على كثب.

والتفتت ربة المدرسة إلى دوندولو آسفة غضبي وقالت ويحك يا دندولو! أكذلك تكذبني وتخدعني؟ الاجل ذلك كان إتياني بك إلى هذه المدرسة ترتع من جنابها خصباً مريعاً. وتنزل من كنفها رحباً وسيعاً بعد استنقاذك من وهدة الفقر وانتياشك من مخالب الجوع والباسك القشيب الجديد. وحملك على الفاره الحديد؟ أبعد ذلك كله تخفر ذمتي. وتنكث عهدي؟ وتستبدل في خرفاء ورهاء كهذه الفتاة التي يدعونها اديليزا أحق ما أراه أم باطل وحقيقة أم حلم؟ وهل تصدقني عيناي؟

فزمجر دوندولو صائحاً قلعت عيناك! ثك قذفها بنظرة كأنها شواظ من نار وولى مدبراً وهو يسب ويلعن حتى إذا غاب شخصه عن الأبصار لم تغب عن الأسماع لعناته ودعواته. ووصله في غد تلك الليلة قرار رفته من المدرسة فكان ذلك اليوم آخر أيامه هنالك.

وفي الليلة التالية تحطمت نوافذ المدرسة جميعها بالحجارة.

وبعد ذلك اليوم بثلاثة أيام كانت ترى مركبة تطوى الطريق إلى البلد وفي جوف هذه المركبة تجلس أديليزا قد أرمضت عينها الدموع وأنحل بدنها الهم والسهر.