اديليزا البتة وسلم على الأم وابنتها سلام خليع متظرف قائلاً
أسعد الله ليلتك سيدتي وانحنى أمام الأم. ما أحر هذه الليلة. حران وجوعان أيها السيدة كما يقول المثل. شد ما استهواني منظر هذه الحيتان ولاسيما إذ كان مقروناً بمنظرك أيتها السيدة
فلما سمعت الأم هذا التغزل الرقيق قالت واحمرت حياء أو حاولت أن تحمر دينك أيها الشاب
فقال الشاب أنت خير من ديني. انت معبودتي. ولكن من هذه السيدة اظنها أختك
وأشار إلى اديليزا وهي صامتة مبهوتة قد ملكتها حيرة وعراها ارتباك وخانتها قواها فمالت على كثبان من زجاجات الجنجر وارتاحت الأم أيما ارتياح إلى مقال دوندولو إذ يرى شبهاً في الهيئة وقرباً في السن بينها وبين ابنتها فيقول أظنها أختك
ثم قالت كلا ولكنها ابنتي. ثم التفتت إلى الصبي فقالت يا ادلي افرش نضداً للسيد. أتريد محاراً أبها السيد أم حيتانا
فقال دوندولو كليهما سيدتي فإني أتيت على قدمي من مكان قصى ومحلة نازحة. وقد نهكني الكد. وأعياني الجهد. فيا حبذا لو أسعفتني بمقدار من كليهما. وقد نهكني الكد. وأعياني الجهد. فيا حبذا لو أسعفتني بمقدار من كليهما. وسأبدأ إن شئت بالحيتان. ويا حبذا زعانفها فما أرى أشبه بها في الحمرة والرقة إلا شفتيك. قال ذلك وانقض على الحيتان كأن يديه شبكة لا تبقى منها ولا تذر.
فسرت الأم بحسن آداب الفتى وحدة شهيته. ثم أقبلت تشق له سمكات دقاقا. ودلف السيد يترنح ويترنم حتى أتى مقعداً إلى منضدة فجلس جلسة المغتبط المحبور.
وما كاد يستوي جالساً حتى سمعت الأم من ناحيته شهيق ضحك مكتوم وصوت لثم وتقبيل وتلتفتت تطلب ابنتها فلم تجدها فخالجتها ريبة وصاحت يا اديليزا فعادت إليها الفتاة وقد لبست وجنتها حمرة الجلنار بعد صفرة البهار.
فأمرت الأم ابنتها أن تلزم مكانها وسارت هي بالسمكات إلى الفتى حتى إذا جاءته وضعتها أمامه وقالت عابسة واخجلاه أيها السيد! وما هو إلا كطرفة العين حتى شرعت المرأة تضحك كما كانت تضحك ابنتها وختمت عبارتها التي أولها واخجلاه أيها السيد بقولها انته