للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ودعني أذهب

ولم أك معهما إذ ذاك فاعرف ماذا دار بينهما وماذا عكس الأمر وصرف السيدة عن الغضب إلى الرضا وعن العبوس إلى الضحك على أنه يظهر لي أن دوندولو يغازل كل من صادف من الإناث ويعشق النساء بالكميات الجسيمة. والمقادير العظيمة.

وعادت الأم إلى مكانها تمسح عن شفتيها - لا أدري ماذا؟ وقد عادت إلى أكمل حال من الانشراح والصفاء وأرسل الصبي إلى حانوت الخمار ليحضر زقاً من الجن وراقوداً من نبيذ التفاح.

وصاح دوندولو من أقصى المكان وهو يلتهم السمك التهاماً أسرع! وساء اديليزا إن رأت أضراس حبيبها تسرع في الطعام كالنار في الحطب وما هكذا تكون العشاق في حضرة حبائبهم. حتى أنشد لسان حالها:

فلو كنت عذري المحبة لم تكن ... أكولاً وانساك الهوى كثر الأكل

والحقيقة أن دوندولو كان يأكل كالذي لم يذق الزاد قط. وإليك مقدار ما أكل وثمنه كما قدمته إليه المرأة أم اديليزا

يوجد جدول

ويلزمه تقديم ثمنه إلى المستر صمؤيل جرامباس

قال المستر دوندولو عند ما قدمت إليه ورقة الحساب كلا يا سيدتي يجب أن تسقطي لي شيئاً في المائة فضحكت الأم وابنتها والصبي من هذه الكلمة وقال دوندولو ولكن ما علينا وما أحسب أنا سنتشاحن من جراء الطعام وثمنه. ولكن أضيفي إلى الحساب زجاجة أخرى من الكنياك وأحضرينهيا متى جرى لها ما سيجري لي الآن؟

قالت المرأة ماذا تعني بقولك هذا؟ قال أعني أحضريها متى وصلت. مثلما وصلت الآن عجيزتي إلى هذا الكرسي ثم جلس في كرسيه وكان واقفاً.

فانصرفت المرأة تضحك من فكاهة الفتى ووقاحته وأخذ الصبي من بين أقدام دوندولو هرماً ضخماً من قشر المحار.

وصاحت المرأة بالصبي يا سام اذهب إلى الخمار فأت بزجاجة كينياك للسيد. ولكن لا تفعل فإنك من التقاطك هذا القشر في عمل أهم وأعظم اذهبي أنت يا اديليزا