للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فساء ذلك الأمر الفتاة لأنه حرمها اختلاس الكلام مع حبيبها. ولعل الغيرة هي التي بعثت الأم أن تصنع ذلك الصنيع مع ابنتها.

فذهبت الفتاة ساخطة مغتمة وما كادت تذهب حتى أقبل أبوها وكان في حفلة أنس والرجل على فرط حبه للهو والعبث لا يفرط في شيء من أمره ولا يضيع مثقال ذرة من حزمه وجده. فما دخل الحانوت حتى نضا عنه حلله ولبس مباذلة ثم أقبل على امرأته يسألها ماذا حدث بعد ذهابه وماذا باعت؟

فقالت حال لا بأس بها. عندنا في الصندوق ليرتان. وورقة بليرة وثمانية شلنات ثم أسلمته الورقة.

فنظر فيها وابتسم ثم قال وكم كان آكلو هذا المقدار؟

فقالت المرأة كم تظن؟

قال إذا كان آكلوه ثمانية فلنعم ما صنعوا ولشد ما أجادوا

فضحكت المرأة وقالت فما قولك في واحد؟ إنه قد أكل كل ذلك وقد ذهب الصبي ليأتيه ينا جود من الخمر فوق ماشرب

فذعر الرجل وارتاع وقال أو أحد يفعل كل ذلك؟ ثم تقولين أنه لم يدفع

فأخذ الرجل الورقة وأسرع يعدو حتى دخل المطعم. وكان الصبي لا يزال يلتقط قشر المحار وكان لا يعد ولا يحصى. ودندولو أمام المائدة ثملاً يضحك وينكش بالسواك أسنانه.

ومثل المستر جرامباس أمام الفتي النشوان وليس في جسمه جارحة إلا ترتعد وترتعش وقد خطر بباله خاطر مزعج مشؤوم وهو أنه قد رأى ذلك الوجه قبل ذلك وأنه وجه لص.

فتناول درندولو الورقة ورمى بها في الهواء هازئاً وقال بصوت كالرعد ما أبلهك وما أجنك إذ تحسب أني أدفع دانقاً من هذا المبلغ؟ أأنا أدفع فلساً؟ ألا تعرفني. أنا دوندو!

فهرع الحاضرون من مجالسهم لينظروا الفتى المشهور واندهش الصبي فسقط من كفيه مئتان وأربعون قشرة محار. وجرى المستر جرامباس إلى باب الحانوت يصح ويصيح مستغيثاً برجال الشرطة.

وبينما كان يجري عثر في طريقه بشبه فتاة منطرحة على الأرض إلى جانبها خابية من النبيذ.