للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتلفني الحب والغرام، وأضعت في مداعبة الغيد الحسان الأيام، وقد نفد صبري وذهب جلدي وبلغ الحنق بي مبلغاً ذهبت فيه إلى تمزيق ثيابي، وما عانقتني ووضعت ثديها الجميلين وصدرها المحبوب على صدري حتى استلت راحة الضمير والهناء من بين جنبي فلا أعرف لهما الآن مستقراً، أيها المخلوق الظريف الصغير ما أقساك كأن قلبك قلب الكفرة الذين لا يعرفون للرحمة اسماً ومع أنك جميل، جميل في كل شيء في شعرك وعينيك إلا أنك مع ذلك نصراني العاطفة، وإن جمالك فيه قسوة عليّ ورب الكعبة كم مرة أخلفت وعدك وحنثت في يمينك.

ما أجمل تلك الغدائر المدلاة من رأسك! كل من رأى وجهك المشرق بالجمال يصرع ويجن ويذهل عن نفسه، ألا يحق لي الحزن والبكاء، ألست أشقى البرايا وأتعس العالمين، أنا النحيل المضني، أيها المعشوق الجميل من خلق ذلك القد المعتدل والعيون الساحرة، إن لك لعبقاً أطيب من الطيب وإن لك لوجهاً يزري بالأزاهير وقد فتحت أكمامها، إني أخاف على جسمك الناعم الحريري من وخز أشواك تلك الأزهار المعلقة في صدرك، ما أجملك وأنت تخطرين وفي إحدى يديك زهرة وفي الأخرى قدح خمر ولست أعرف أي الثلاثة تحملين الخمر أم الزهر أم الثغر الباسم.

والعصر القديم للآداب التركية ينتهي بنهاية حياة الشاعر نديم وأزهى فترات ذلك العصر العهد الواقع بين ابتداء حياة نافع وموت نديم أو من جلوس أحمد الأول (١٦٠٣) إلى خلع أحمد الثالث (١٧٣٠).

أما النثر وقد أغفلنا ذكره من عهد محمد الفاتح فمن أشهر ما كتب فيه الهمايومانه وهي ترجمة أنور السهيلي الفارسي ترجمها علي سلبي لسليمان الأول وقد ألف بعد ذلك بقليل العلامة سعد الدين لتلميذه مراد الثالث (١٥٧٤ - ١٥٩٥) كتاب تاج التواريخ وهو تاريخ أعمال السلاطين التسعة الأول وهذا التاريخ هو الحلقة الأولى من سلسلة كتب تاريخ الترك التي لم تنقطع، وقد عرف بتحريه الصواب مع بلاغة أسلوبه ورشاقة عبارته وهو من أوله إلى آخره مسجع وقد زينه مؤلفه بقطع غالية من الشعر النفيس بعضها له وبعضها لغيره من أدباء الترك والفرس، ومن المؤرخين الذين اشتهروا بعد سعد الدين المؤرخ ناعمة وتاريخه يتعرض لذكر الحوادث الواقعة بين (٥٩١ - ١٦٥٩) ويختلف عن تاج التواريخ