إن أبدع المعروض من هذه الصور في رأيي ومذهبي هو صورة شيلي (الشاعر المشهور) ولعلي أكون في ذلك محابية لأني ما زلت طول حياتي منغمسة في شيلي (أي في أشعاره ومؤلفاته وما كتب عنه من السير والتراجم). ولقد عشت في مصيفه بإيطاليا والتهمت كل ما ورثه العالم من كتاباته وآثار شخصيته وروايات سيرته. عليه رحمة الله لقد كان ذا شخصية رائعة باهرة هائلة. ولو كان اليوم عائشاً لغرد أغاريده. وشدا أناشيده احتفالاً بانتصار المرأة في ميدان الحياة. ولوددت والله أني كنت زوجة شيلي لأني كنت أفهمه لا محالة وأدرك حقيقة أمره. واستجلي غامض كنهه وسره.
أما بيرون فإني أتنصل عنه، وأنفض يدي منه، فأجمل منوجهه وجه روبيرت بروك وأمتن من خلقه خلق تيتس.
أما باقي الأشخاص المعروضة فما أراني القادرة على الحكم عليهم وإبداء الرأي عنهم وذلك لقلة ما أعرفه من شؤون حياتهم وتفاصيل أحوالهم ودقائق صفاتهم وخلالهم. ورأيي أن الجمال لا ينحصر في أنف ولا عين ولا فم ولا ذقن ولا جبين. ولكن فيما وراء ذلك. وإني لا أضن بالاستحسان والثناء على متانة بنية العوام الشهير الكابتن وب والملاكم الشهير كوربيت ولكن أرى وجهيهما عاديين خاليين من أدنى معاني الفتنة والسحر والغرابة. فهما لا يمتازان عما لا نزال نبصر كل ساعة في غدواتنا وروحاتنا من الآلاف المؤلفة من وجوه جماهير العامة. فالكابتن وب هو أشبه الناس برجال طائفة المعمار وكان الأليق به أن يحمل القادوم والمطمار.
رأي هنريتارا
المصورة المشهورة
لا أتردد في اختيار اللور ليتون. فإن هذا من الأمور البديهية التي لا جدال فيها من وجهة اعتبار من كان مصلي يتعاطى حرفة التصوير. أقول إني أختاره دون الباقين وإن صورته المعروضة ههنا تمثله وهو في دور شيخوخته وهرمه قبل وفاته بقليل ولكني عرفته في نضرة شبابة وزهرة صباه وخالطته سنين عدة فوجدت أن الجمال الذهين المشرق في صحيفة وجهه يشف عن روائع شيمه الباهرة. ةغرائب خلقه الساحرة. وعجائب ملكاته