أفلا تسمع ساعة الحياة تدق لدى كل نبضة من فؤادك؟ فهل بين حب عام وحب ساعة كل ذلك الفرق العظيم في نظرنا نخن معشر السخفاء والحمقى وأننا لنبصر من هذه النافذة - وشبر عرضها - أعماق اللانهاية.
(أنت تسمى المرأة التي تمحضت الحب مدة عامين مختصة وفية. فلديك فيما يظهر إلى تقويم يبين لك كم مرة تجف لثمرات الرجال على شفاه النساء. وأنت ترى بوناً شاسعاً بين التي تهب نفسك نم أجل المال والتي تهب نفسها من أجل اللذة. وبين من تهب نفسها عن باعث كبرياء وزهو وبين من تهب نفسها عن وفاء وإخلاص.
وإن فيمن تشتري من النساء من هن أغلى ثمناً من غيرهن. فأما من تحوزهن عن باعث زهو وتعاظم فإنك تظهر من الأبهة والجلال لبعضهن أكثر مما تظهر لبعض الآخر. وأما من تخلص لهن الود وتمحضهن الوفاء فإلى بعضهن تهب نصف قلبك وإلى البعض ثلثه وإلى البعض ربعه حيث متفاوت أقدارهن في التربية بالأدب. وفي الحسب والنسب وفي الجمال والدلال والشيم والخصال. وحسب لظروف وأحياناً حسب الساعة وحالتها الجوية وما قد شربت من أصناف الخمر في غدائك.
(أنت تملك النساء اليوم يا أوكتاف بفضل زهرة صباك ونار شبابك وحسن صورتك وأنت ترجل لمتك وتسوي طرتك ولكنك لعين هذه الأسباب لا تعرف لبائع المرأة وكنه حقيقتها.
تناسل الخلائق أهم أغراض الطبيعة. فأينما طرحت بصرك من ذروة الجبل لي قرارة البحر وجدت الحياة ترهب الموت. فالله سبحانه وتعالى محافظة على مصنوعاته وضع هذا القانون الأعظم وهو أن أكبر ملاذ المخلوقات جميعاً محصورة بي العمل المؤدي إلى التناسل. فالفحل من النخيل حينما يرسل إلى أنثاه المادة اللقحة تراه يخفق غراماً ويرجف صبابة في الرياح اللافحة الملتهبة. ولو عل إذا أبت عليه أنثاه وتصعبت فربما مزق جلدها وهتك أديمها. ولحمامة تخف وترعش ت جناحي ذكرها كالعاشقة المغرمة. والرجل حين يعانق حبيبته يحس في قلبه الطابر ذلك الشرر المقدس الذي منه خلق.
فيا صديقي العزيز إذا عانقت يوماً مليحة حسناء فتية قوية فبكيت نم شرط اللذة وأحسست إيمان الوفاء والحفاظ تثب إلى شفتيك وأحسست السر الإلهي به على روحك إلى إخراج نفسك من هذه الغمرة الروحانية والنوبة الخيالية وأرسل من ثاقب بصيرتك شعاعاً من نور