للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لطاف ورقاق ولكنهن تافهات غير مفتنات. والفرنسيات لبقات متأنقات غنجات ولكنهن مجدبات.

وعلى كل حال فلا تتهمن النساء بمالهن من الصفات والأخلاق فنحن الذين ألبسناهن ما ترى لهن من الخلال إذ كنا لا تزال تخلع ما كستهن الطبيعة من الطباع ونعيرهن المتكلف المصطنع.

إن الطبيعة التي تعني بكل شيء قد خلقت العذراء ملحة للعاشق. فلما ولدت نبت شعرها وتغير شكل ثدييها ووسم بدنها بميسم القبح فخلقت المرأة لتكون أما فأصبحت بذلك جديرة أن يهجرها الرجل إذ كانت قد فقدت جمالها ولكن طفلة يتشبث به باكياً. وهذا قانون الأسرة البشري. وكل ما يرمي إلى خرقة يعد منكراً. وإن السبب الباعث طبقات الفلاحين إلى استشعار الصلاح والتقوى هو أن نساءهن لسن إلا آلات للولادة والرضاعة وما رجالهن سوى آلات للكد والكسب. فليس لنسائهن شعور مستعارة ولا في ثديهن لبن العذرة. ولكن حب هذه الطبقات صحيح الأديم صافيه غير نغل ولا أبرص. وهم إذا تعانقوا فعلوا ذلك وهم يجهلون البتة أن كولومباس اكتشف أمريكا. وإذا كانوا غير شهويين كانت نساؤهم صحيحات معافيات. وإذا كانت أيديهم صلاباً غلاطاً فما قلوبهم بالصلاب ولا الغلاط.

إن المدينة لتجري على نقيض الطبيعة ففي مدائننا وحسب عادتنا ترى العذراء التي خلقت لتمرح في ضياء الشمس لتقر ناظرها برؤية المصارعين العراة كما كانت الحال في لاسيديمونيا ولتختار الخليل من بينهم وتنتقي. وتعشق كما تشاء وتهوى. تحجب في مقصورتها وتسجن. ولكنها تكتم تحت صليبها رواية غرامية فتجلس في سجنها صفراء فاترة كسلى تذوي نضرتها. وتذبل زهرتها أمام مرآتها. وكذلك تسهر الليل الطويل وفي فحمته تخبو جذوة جمالها الوقاد وتنطفئ جمرة حسنها المشبوب. وتصوح محاسنها فتذوي إذ لا تجد مجالاً للإزهار والإيناع ولا تصيب فضاء وهواء طلقاً ثم تخرج من سجنها بغتة وهي لا تعرف شيئاً ولا تحب شيئاً. ولكنها تشتهي كل شيء. فتتولي تعليمها عجوز ثم تهمس في إذنها كلمة منكرة وبعد ذلك تطرح على فراش رجل مجهول فيغتصبها اغتصاباً - وهذا يسمونه زواج نظام الأسرة المتمدينة. ثم تلد الفتاة المسكينة ويذهب جمال شعرها وثدييها وبدنها. وأهالها! لقد فقدت جمال عاشقة وما ذاقت عشقاً. لقد حملت وولدت وأنها لا