فرعون مصر. ونجيب على هذا بأن عقيدة الشرك لم تدخل مصر إلا مع العرب الذي دخلوا مصر في العهد القديم أي قبل عصر الأسرات ولذلك كان المصريون يطلقون على بلاد العرب اسم بلاد الوثنية - ثم ذكر الخطيب أن الوثنية سليلة بلاد العرب بدليل أن محمداً صلى الله عليه وسلم وجد بالكعبة ٣٦٥ صنماً فهشمها ثم أكد الخطيب أنه جمع أسماءها العربية فوجد أسماء تشابهها في اللغة الهيروغليفية مما يدل على نقلها من العربية وضرب مثلاً بضم اسمه بوانه الذي حرفه الفرنج فجعلوه فينكس لأن الباء تنطق في الهيروغلفية كالفاء وقد ذكر العرب هذا الصنم باسم فقنس وقال أصحاب الأساطير أنه طائر يأتي من جزيرة العرب ويقف على معبد عين شمس ثم يرفرف بجناحيه فيتقد ناراً تلتهمه ثم يخلق منها ثانية وما نقله العرب هذا حديث خرافة كالخرافات اليونانية. ومن هذه الأصنام العربية اللات والعزى ومنات وإن لها ذكراً في اللغة الهيروغليفية مع بعض التحريف ثم سئل الخطيب كيف تغلب الشرك على التوحيد فقال أن ذلك راجع إلى قوة المتغلب وسئل عن صيغة التوجد التي أوردها آنفاً فقال أنها موجودة في أوراق البردى القديمة ثم استطرد إلى تعريف البردى فقال أنه نبات يزرع في الوجه القبلي وتخرج منه غلة تشبه القمح كان المصريون يقتاتون منها وذكر أنهم كانوا يأخذون أوراقه ويلصقونها بعضها ببعض بالصمغ وقد وجد الخطيب منها قطعاً يبلغ طول بعضها ثلاثة أمتار. أما اللوتس (البشنين) فإنه يزرع في الوجه البحري وهو ينتج ثمرة مثل الشعير كانوا يقتاتون بها أيضاً ويختلف عن البردي في أن أوراقه مسننة لا مستديرة وقد سطر المصريون على هذه الأوراق علومهم من طب وهندسة وحساب ورؤى فيها تمرينات على هذه العلوم ومسائل وأشكال هندسية.
ثم قال حضرة الخطيب أن هذين النبتين يرمز بهما لمن حكم الوجهين البحري والقبلي فإذا رأينا كرسياً مرسوماً عليه صورة البردي واللوتس عرفنا أن الملك الجالس عليه كان يحكم الوجهين البحري والقبلي لأن من يملك الغذاء يملك الرقاب