منا إلا أن نحاول إصلاح ما أفسدنا بالاجتهاد في تحسين هؤلاء العجزة بإيجاد المستشفيات وتشييد الملاجئ ودور الشفاء.
وإذا كان للطبيعة في خلق الناس وتكوينهم كل هذه الأهمية التي بسطناها. وإذا كانت الاختبارات التي ينشرها العلم في كل يوم ويؤيدها الذين يتوفرون على تربية الماشية والأنعام والسوام وتلقيح الخيول والأزهار والنباتات. فقد حق علينا أن نحشد جميع وسائل العلم لتربية الناس بعين الطريقة التي تحسن بها نوع خيولنا وماشيتنا.
هذا هو واجب هؤلاء العلماء قهم يقولون أنه على الرغم من جميع المصاعب التي ستعترض انفاذ هذا الواجب - من جهل وجمود على المبادئ القديمة واستمساك بالأفكار البالية العتيقة يجب أن ينفذ هذا الواجب - وقد آن الأوان لانفاذه وسيتغلب الإنسان على جميع تلك المصاعب يوماً من الأيام. وستذهب سخريات الحمقى والمجانين والهزائين، وضحكات المتشائمين والساخرين - في طخية الظلام. وسيرى العالم أن تلك القوى التي رقت الإنسان من الحيوان ومن الدودة الحقيرة لا نزال مستسرة فيه كامنة في طبيعته، لأنها عمل الكون كله وقدره الذي لا حد لقدرته.
لهذا السبب وحده يقول علماء اليوجنية بان لتنظيم فعل الطبيعة - المكان الأول - ولتنظيم عمل التغذية المكان الثاني. وأكبر سعي اليوجنيين مقصور على العنصر الأول. والمبدأ الأول هو انتخاب البذور القوية لأخراج أناس أقوياء. وإذا كان هناك انتخاب فمعنى ذلك أنه لا بد كذلك من رفض واطراح. فإذا كنا سنأخذ بانتخاب الأقوياء والصالحين فلا غنى عن اطراح الضعفاء والفاسدين. ومن هذا نقسم اليوجنية الطبيعية إلى يوجنية إيجابية، ويوجنية سلبية. فالغرض الأكبر من اليوجنية الأولى الايجابية هو تشجيع الأبوة الصالحة - والغاية من السلبية - منع الأبوة الضعيفة المتأدوة المريضة. وهناك فكرة أخرى، وهي أنه إذا كان ثمت عوامل قد تستطيع أن تجعل من الأفراد الأقوياء الأصحاء الصالحين أبوة فاسدة ضعيفة. فلا بد لليوجنيين من العمل على محاربتها ومقاومتها: وقد شاهد علماء الوراثة أن الرجل إذا فقد عضواً من أعضاء جثمانه. أو أصيب بفقد الباصرة أو تشوه وجهه من أثر الجدري لا يمنعه ذلك من الزواج. ولا يقتضي ذلك أن تكون منه إذا تزوج أبوة غير صالحة إذ لا ينتظر أن يخلف له خلف ناقص البدن. ولا يكون نسله فاقد العضو