للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في خلال ذلك كان الفتى المصور يصغي إلى هذه الشتائم على مضض. وكان الضابط يتأمل الصور المعلقة على الجدران فضرب يده على إحداها - صورة امرأة عارية - هذا حسن! ولكن ما هذا الشواد الكثيف تحت الأنف؟ هل كانت السيدة تتنشق؟)

قال شارتكوف بغلظة وجفاء (ليس هذا نشوقاً ولكنه ظل من ضروريات الفن)

قال الضابط (كان الأولى أن تضعه في موضع آخر غير هذا. إنه ليس بجميل تحت الأنف) ثم إنه التفت إلى صورة الشيخ الهرم فقال (صورة من هذه؟ إنها والله لمزعجة. أحقاً كان هذا الإنسان فظيعاً إلى هذا الحد؟ عجباً له! إنه لينظر إلى فعلاً، ما هذه البلية؟ عمن أخذت هذه الصورة)

أجاب الفتى (هذه الصورة ـ) ولكنه لم يكمل الجملة، ذلك أنه سمع انصداع والظاهر أن الضابط كان قد ضغط بيديه الثقيلتين على إطار الصورة ضغطاً شديداً فتصدع فانفلق من جانبه وسقط منه لوح صغير وهوى معه إلى الأرض قرطاس أزرق كان لوقعه صليل على أرض الغرفة ولمح شارتكوف على القرطاس هذه الجملة مكتوبة (١٠٠٠ ليرة) فانقض كمن أصابته جنة على القرطاس فاختطفه وشد عليه قبضته شدة الغرق على عود من الخشب ورسبت يده لثقل ما حملت.

سمع الضابط صليل نقود ولكنه لم ير شيئاً لفرط سرعة شارتكوف إلى التقاطها فقال (أولم أسمع صوت نقود ههنا؟)

فأجاب شارتكوف (مالك وللأصوات التي تسمع في غرفتي، أي شيء لك في ذلك؟)

قال الضابط (هذا من شأني لأني أريد أن تدفع لهذا الرجل أجرة داره. هذا من شأني لأني أراك ذا مال ثم تأبى أن تؤدي إلى الرجل حقه)

قال شارتكوف (سأؤديه إليه اليوم)

قال الضابط (ولم لم تدفع ما عليك من قبل فتريح صاحب الملك والحكومة؟)

قال الفتى (لأني لم أك أود أن ألمس هذا المبلغ، سأوفيه حقة هذا المساء ثم أترك الدار غداً. فما كان لمثلي أن يعامل مثل هذا الإنسان)

قال الضابط متلفتاً إلى صاحب الملك (اسمع يا مسيو إيفان إيفانوفيتش، سيدفع لك الأجرة، فإذا لم تبلغ رضاك من كل وجهة فالجأ إلي - ثم اعذرني بعد ذلك يا حضرة المصور عن