الماء. وعلى حرائري النفيسة أن توشح بها أيدي العواصف. اعطاف الأمواج القواصف. فبينا انا الغني الموسور إذا بي الفقير المعسر وبيننا تراني رب القناطير. ثم لا يعرضلي الحزن والأسى؟ فلا تعدون الحقيقة ولا تخطئن وجه الصواب، وذرني من المزاعم الباطلة فأنا أعلم يقينا أنه لا علة لاكتئاب انتونيو سوى تفكيره في أمر تجارته.
انتونيو: كلا يا خليلي. فأني والمحمد لله ليست بضائعي وقفا على سفينة واحدة ولا مقصورة على مكان واحد وليس مدار ثروتي على تجرة هذاالعام ولا قوام مالي ونظام حالي رهنا بصفقة هذا الموسم. ولذلك لا يأتني الحزن من ناحية تجارتي البتة
سالارينو - فلعلك إذن عاشق
انتونيو ـويحك!
سالارينو ـو لا عاشق؟ فلنقل إذن أنت حزين لأنك لست فرحا. وقد كان من السهل عليك أيضاً لو أنك طفقت تضحك وتثب وتقول أنك فرح لأنك لست حزينا. أما والاله جانوس ذي الهامتين لقد أبدعت الطبيعة في تصوير هذا العالم وأغربت فجاءت بخلق عجيب مدهش، فمن أناس لا يزالون يضيقون أعينهم ضحكا تنظر إليك أحداقهم من خلال أجفانهم المزرورة ولا ينفكون يضحكون حتى لرؤية زمار حماقة وسخفا، كما يضحك الببغاء من كل شئ وأي شيئ. ومن أناس في طباعهم مرارة وفي أخلاقهم حموضة وحرافة لا يبدون النواجذ ابتساما لسماع الملحة النادرة والفكاهة الغريبة ولو أقسمنستور شيخ الوقار والجد أنها مضحكة.
سالانيو - ها هو ذا باسانيو قريبك الا مجد وهاك جراشيانو ولورنزو. فسلام عليك، سندعك الآن إلى من هو أمتع منا أنسا وأعذب حديثا وألذ مجلسا سالارينو - لقد كان بودي أن أبقى معك حتى أدخل عليك السرور والفرح لو لم يسبقني إلى ذلك من هم أعز وأكرم.
أنتونيو - انك لتنزل من نفسي بأخص مكانة وأكرم منزلة ولكن الذي أراه أن دواعي عملك تدعوك إلى الانصراف وقد رأيت الفرصة سنحت فلم تشأ أن تضيعها.