للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غلام صغير خادم في كساء أزرق. وهكذا أنت لا تقتصر على تصوير الأشخاص الذين يطلبون إليك تصويرهم بل تتناول كل شيء وتذهب في مناحي الصناعة كل مذهب حسب ما يوحي به خاطرك ويلهمك شيطانك - هذه والله هي العبقرية الصادقة)

قال الفتى ما هذه وحقك إلا حثالة من سقط المتاع لا قيمة لها ولا خير فيها وإنما جل ما فيها إنها تمرينات وتجارب)

قالت السيدة خبرني عن رأيك في مصوري هذا العصر. أليس الحق أنه لا يوجد بينهم أمثال الفحول الأقدمين والنوابغ الغابرين أمثال تيتان وليونارد ودافنسي)

أجل أنت لا ترى في أعمال العصريين ما امتاز به القدماء من قوة اللون ومن ذلك - ذلك الشيء المسمى - قبح الله هذه اللغة الروسية الجافة اليابسة الفقيرة لغة الهمج المتوحشين أنا لا أستطيع أن أعبر عن خواطري بهذه اللغة البربرية) الحقيقة إن السيدة كان أكثر كلامها بالفرنسية شأن غيرها من أفراد الطبقة الارستقراطية وكانت من عشاق التصوير المولعين بالفن قد طافت بنظاراتها جميع أنحاء إيطاليا وزارت جميع ما بها من متاحف الصور - واستأنفت الحديث فقالت ولكن خبرني عن المسيونول المصور العصري الشهير ما رأيك فيه وما حكمك عليه؟ لله دره! ما أدق صناعته وما أعظم براعته! أظن أن وجوه صوره أملأ بالمعاني حتى من وجوه المصور الكبير (تيتان) ألا تعرف المسيونول؟)

قال شارتكوف ومن هونول؟)

قالت السيدة (المسيونول لله هوأي نابغة عظيم! لقد صور ابنتي هذه إذ كان سنها اثنى عشر عاما. لا بد لك من أن تزورنا في دارنا وأنت يا ليزا إذا شرفنا الأستاذ فلا تنسي أن تطلعيه على محفظة صورك. وبعد فلتعرف يا سيدي أن مجيئنا هنا الآن هومن أجل أن تشرع في أخذ صورتها للتوواللحظة)

قال الفتى (وإني لعلى تمام الاستعداد) ثم أقام منصة كان قد هيأ بها لوحة من قبل ذلك استعدادا لمثل هذه الطوارئ وتناول صحن الألوان وأثبت بصره في وجه الفتاة الجميلة. ولوكان شارتكوف ثاقب النظر صادق الفراسة عليما بحركات النفس البشرية ونزعات الروح الآدمية لقرأ في صفحة ذلك الوجه أمارات افتتان وشغف طفولي بالمراقص والملاهي وأمارات ملل وسآمة من الاشتغال المضجر الكريه بعدة فنون قد فرضتها عليها