للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى أن يقول:

ولله أرض إن عدمتم هواءها ... فأهواكم في الأرض منثورة النظم

وعزكم يفضي إلى الذل والنوى ... من البين ترمي الشمل منكم بما ترمي

وإن بلاد الناس ليست بلادكم ... ولا جارها والحكم كالجار والحكم

ومن قوله يمدح القائد مهيب بن عبد الحكم الصقلي:

أسد الروع الذي حملاقه ... ترسل اللحظة موتاً فيهاب

* * *

في جهاد قرن الله به ... عنده الزلفى إلى حسن المآب

كم بأرض الشرك من معمورة ... أصبحت من غزوه وهي تباب

في أساطيل ترى في أحشائها ... لبنات الروم فيهم انتحاب

وقال يتمدح بأهل بلده:

ولله أرضى التي لم تزل ... كناس الظباء وغيل الأسود

فمن شادت بابلي الجفون ... نفور الوصال أنيس الصدود

* * *

ومن قسور شائك البرثنين ... له لبدة سردت من حديد

يصول بمثل لسان الشواظ ... فيولغه في نجيع الوريد

زبانية خلقوا للحروب ... يشبون نيرانها بالوقود

ومن قوله يمدح أبا الحسن علي بن يحيى في وصف أساطيله:

ترمي بنفط كيف يبقى لفحه ... والشم منه محرق الأكباد

وكأنما فيها دخان صواعق ... ملئت من الإبراق والإرعاد

وهذه كانت أساطيل أسلاف أهل طرابلس وتونس والجزائر في القرن الثاني عشر فأين أساطيل أخلافهم في القرن العشرين! وقال يذكر صقلية وأهل بلده:

أرى بلدي قد سامه الروم ذلة ... وكان بقومي عزه متقاعساً

وكانت بلاد الكفر تلبس خوفه ... فأضحى لذاك الخوف منهن لابسا

عدمت أسوداً منهم عربية ... ترى بين أيديها العلوج فرائسا