خصيصة في بني هاشم ولكنه كان أبين في محمد وأظهر نعم لقد كان هذا الرجل حاد الطبع ناري المزاج ولكنه كان عادلاً صادق النية كان ذكي اللب شهم الفؤاد.
لو ذعيا كأنما بين جنبي ... هـ مصابيح كل ليل بهيم
ممتلئاً ناراً ونوراً رجلاً عظيماً بفطرته لم تثقفه مدرسة ولا هذبه معلم وهو غني عن ذلك كالشوكة استغنت عن التنقيح فأدى عمله في الحياة وحده في أعماق الصحراء.
وما ألذ وما أوضح قصته مع خديجة وكيف أنه كان أولا يسافر في تجارات لها إلى أسواق الشام وكيف كان ينهج في ذلك أقوم مناهج الحزم والأمانة وكيف جعل شكرها له يزداد وحبها ينمو ولما زوجت منه كانت في الأربعين وكان هو لم يتجاوز الخمسة والعشرين وكان لا يزال عليها مَسحة ملاحة ولقد عاش مع زوجه هذه على أتم وفاق وألفة وصفاء وغبطة يخلص لها الحب وحدها ومما يبطل دعوى القائلين أن محمداً لم يكن صادقاً في رسالته بل كان ملفقاً مزوراً أنه قضى عنفوان شبابه وحرارة صباه في تلك العيشة الهادئة المطمئنة لم يحاول أثناءها إحداث ضجة ولا دوي مما يكون وراءه ذكر وشهرة وجاه وسلطة ولما يك إلا بعد إلا بعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ توفيت خديجة نعم لقد كان حتى ذاك الوقت يقنع بالعيش الهادئ الساكن وكان حسبه من الذكر والشهرة حسن آراء الجيران فيه وجميل ظنونهم به ولم يك إلا بعد أن ذهب الشباب وأقبل المشيب إن فار بصدره ذلك البركان الذي كان هاجعاً وثار يريد أمراً جليلاً وشأناً عظيماً.
ويزعم المتعصبون من النصارى والملحدون أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان كلا وأيم الله لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير - ابن القفار والفلوات المتوقد المقلتين العظيم النفس المملوء رجمة وخيراً وحناناً وبراً وحكمة وحجي وإربة ونهى - أفكار غير الطمع الدنيوي ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه. . وكيف تلك نفس صامتة كبيرة ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين فبينما ترى آخرين يرضون بالاصطلاحات الكاذبة ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلة إذ ترى محمداً لم يرض أن يلتفع بمألوف الأكاذيب ويتوشح بمتبع الأباطيل لقد كان منفرداً بنفسه العظيمة وبحقائق الأمور والكائنات لقد كان سر الوجود يسطع لعينيه كما قلت بأهواله ومخاوفه وروانقه ومباهره لم يك هنالك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه فكأن لسان