للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مطلعها:

أجنت لك الوجد قضبان وكثبان ... فيهن نوعان تفاح ورمان

وفوق ذلك أعناب مهدّلة ... سود لهن من الظلماء ألوان

وتحت هاتيك عناب تلوح به ... أطرافهن قلوب القوم قنوان

غصون بان عليها الدهر فاكهة ... وما الفواكه مما يحمل البان

ونرجس بات ساري الطلّ يضربه ... وأقحوان منير النور ريان

ألفن من كل شيءٍ طيب حسن ... فهن فاكهة شتى وريحان

ثمار صدق إذا عاينت ظاهرها ... لكنها حين تبلو الطعم خطبان

بل حلوة مرة طوراً يقال لها ... شهد وطوراً يقول الناس ذيفان

يا ليت شعري وليت غير مجدية ... إلا استراحة قلب وهو أسوان

لأي أمر مراد بالفتى جمعت ... تلك الفنون فضمتهن أفنان

تجاورت في غصون لسن من شجر ... لكن غصون لها وصل وهجران

تلك الغصونن اللواتي في أكمتها ... نعم وبؤس وأفراح وأحزان

يبلو بها الله قوماً كي يبين له ... ذو الطاعة البر ممن فيه عصيان

وما ابتلاهم لا عنات ولا عبث ... ولا الجهل بما يطويه إبطان

لكن ليثبت في الأعناق حجته ... ويحسن العفو والرحمن رحمن

ومن عجائب ما يمني الرجال به ... مستضعفات لنا منهن أقران

مناضلات بنبل لا يقوم له ... كتائب الترك يزجيهن خاقان

مستظهرات برأي لا يقوم له ... قصير عمرو ولا عمرو ووردان

من كل قاتلة قتلى وآسرة ... أسرى وليس لها في الأرض أثخان

يولين ما فيه أغرام وآونة ... يولين ما فيه للمشغوف سلوان

ولا يدمن على عهد لمعتقد ... أني - وهن كما شبهن بستان

يميل طوراً بحمل ثم يعدمه ... ويكتسي ثم يلفى وهو عريان

حالاً فحالاً كذا النسوان قاطبة ... نواكث دينهن الدهر أديان

يغدرن والغدر مقبوح يزينه ... للغاويات وللغاوين شيطان