للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورأى رجلاً مسرفاً فقال له أعطني ديناراً فقال الرجل لم تطلب من غيري درهما ومني ديناراً قال لأني آمل من غيرك أن آخذ مرة أخرى وأما أنت فأخاف أن لا يبقى عندك حتى تعطيني.

ودخل الحمام يوماً فرأى الماء قذراً فقال الذي يغتسل هنا أين يطهر بدنه - ومر به الإسكندر المقدوني وهو جالس في الشمس قرب برميله فقال له أنا الإسكندر فقال هو وأنا الكلب ديوجانس قال أماتها بني قال انت صالح أو شرير قال صالح قال أو أهاب الصالح فعجب الإسكندر منه ثم قال له سلني حاجتك قال تحول من هذه الجهة فقد حلت بيني وبين الشمس فزاد تعجب الإسكندر ثم قال ديوجانس أبنا أغنى أصاحب العباءة والخرج أو الذي لم يقنع بعظم سلطانه وسعة مملكته بل اقتحم الأخطار لزيادة حدودها. واستقل الليل والنهار في إصلاح شؤنها فتعجب خواص الإسكندر من احترامه لهذا الرجل الحقير مع قحته وجرأته عليه وشعر الإسكندر بذلك فالتفت إليهم وقال لو لم أكن الإسكندر لاشتهيت أن أكون ديوجانس.

حديث المجرد - حدث إسحاق بن ابراهيم الموصلي قال: قال لي وهب الشاعر والله لأحدثنك حديثاً ما سمعه مني أحد قط قال وهو بأمانة أن يسمعه احد منك ما دمت حياً قلت (أنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها) قال يا أبا محمد إنه حديث ما طن في أذنك أعجب منه قلت كم هذا التعقيد بالأمانة آخده على ما أحببت قال بينا أنا بسوق الليل بمكة بعد أيام الموسم إذ أنا بامرأة من نساء مكة معها صبي يبكي وهي تسكته فيأبى أن يسكت فسفرت فأخرجت من فيها كسرة درهم فدفعتها إلى الصبي فسكت فإذا وجه رقيق كأنه كوكب دري وإذا شكل رطب ولسان فصيح فلما رأتني أحدّ النظر إليها قالت اتبعني فقلت إن شريطتي الحلال قالت ارجع في. . . أمك ومن يريدك على حرام فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فتبعتها فدخلت زقاق العطارين فصعدت درجة وقالت اصعد فصعدت فقالت أنا مشغولة وزوجي رجل من بني مخزوم وأنا امرأة من زهرة ولكن عندي. . . ضمن عليه وجه أحسن من العافية في مثل خلق ابن سريج وترنم معبد وتيه ابن عائشة أجمع لك هذا كله في بدن واحد بأشقر سليم قلت بدينار واحد يومك وليلتك فإذا قمت جعلت الدينار وظيفة وتزويجاً صحيحاً قلت فذلك لك إذا جمع لي ما ذكرت قال