للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من قصيدة للشاعر الروماني مارشال

أما وقد سألتني يا صاح أن أنسق لك من فرائد السعادة نظاماً وأؤلف لك من أجزاء النعيم صورة فهاك سؤلك قد هيأته لك جهد المستطيع ولست أدعي له الكمال ولكني أقول أنه إن لم يستوف جميع أسباب الهناء فقد حوى أعيانها أو شذ عنه بعض فروع السعادة فقد أحرز أصولها وأركانها فاعلم علمت الخير أنك إن بغيت السعادة فاتخذ ضيعة وسطاً لا الكبيرة ولا الصغيرة تكفيك ولا تؤدك ولتكن ميراثاً لك عن أبوين صالحين وإلا أنفقت الطيب الكثير من عمرك في اقتنائها ولتكن من كرم التربة وبركة الثمرة بحيث تدعوك إلى استثمار نتاجها وابتغاء المزيد بخيرها وحاصلاتها وإذا أشتيت فارفع النار تكفكف بها من حدة البرد واضرب بها الشتاء في اخدعيه ضربة تدعه منقاداً ذلولاً واجعل لهيب مطبخك بها الشتاء في اخدعيه ضربة تدعه منقاداً ذلولا واجعل لهيب مطبخك كلسان الشمعة صافياً نقياً ونزه عن الحرام الخبيث أطرافك وساحتك ولا تجعل من قضايا الخصوم جاذبات لك من سكينة الريف إلى ضوضاء المدينة وقلل ما استطعت من دواعي الشغل هنالك وأنزل عقلك منزلة بين القلق المبرح والنوم المميت وابغ الصحة من الرياضة البدنية فهي وحدها الكفيلة بذاك وسو بين نصيبك من الحذر ونصيبك من حسن النية أعني لا تسيء الظن بالناس واحذرهم ولا تستكثرن من الصحاب ولا تأخذ منهم إلا من وفقت بينك وبينه طبيعة وحال واجعل زينة خوانك وحليته ارتفاع الكلفة واستفاضة الأنس والفكاهة لا وفرة الطعام والتأنق في صناعته وإذا جاءك النهار بهم فامسحه عن حشاك بكف الهجوع في الليل ولا تستعن على الهم بالكاس فإنها بئس المعين واستصحب الراحة حليفة الظلام إلى فراسك ولا تركض الكأس في سبل الغواية وترسل لها من شعاع الزجاج عنانا وتجعل لها صنوف الغناء حداة.

وصية التاجر

للبديع الهمذاني من إحدى مقاماته على لسان أبي فتحه يوصى ولده

يا بني إني وإن وثقت بمتانة عقلك وطهارة أصلك فإني شفيق والشفيق سيء الظن ولست آمن عليك النفس وسلطانها والشهوة وشيطانها فاستعن عليها نهارك بالصوم وليلك بالنوم إنه لبوس ظهارته الجوع وبطانته الهجوع وما لبسها أسد إلا لانت سورته وكما أخشى