للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الوليد بن رُشد [قول] (١) ابن نافع.

ووجهُ الصواب في هذه المسألة وتصحيحُ القولُ المُختار منها يتبيَّن [ويتضح] (٢) مِن طريق "السبْر والتقسيم"، وذلك أنَّ معنى العودة لا يخلو [من] (٣) أن يكون:

تكرار اللفظ والوطء نفسهُ والإمساك نفسُهُ أو العزم على الوطء والإمساك أو العزم على الإمساك:

وباطلٌ أن يكون "تكرار اللفظ" أنَّ ذلك تأكيد والتأكيد لا يُوجب الكفَّارة.

وباطلٌ أيضًا أن يكون "إرادة الإمساك" أو "الإمساك مُجردًا".

فإنَّ الإمساك موجود بنفس الظهار وإرادة الإمساك دون إرادة الوطء لا يُؤثِّر، ولو كان العود نفس الإمساك لكان الظِّهار نفسهُ يُحرِّم الإمساك ولكان الظهارُ طلاقًا.

وباطلٌ أيضًا أن تكون العودة هى "الوطء نفسه" لقولهِ تعالى: {من قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا}.

فإذا بَطُلت الأقسام كُلَّها: تعيَّن أن تكون العودة العزم على الوطء مع استدامة العصمة، وهذا أشهر أقوال المذهب، وهذا الذي يصير على البر.

فإذا ثبت ذلك فنحنُ بحمد اللهِ نُبيِّن شُبهة كل قول.


(١) في أ: قال.
(٢) في أ: يتصحح.
(٣) سقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>