للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من العلم آكد عليه من البدار ["إلى الصلاة في أول وقتها" (١)] (٢).

[فصل] (٣)

ولا يحصل العلم إلا [بالعناء] (٤) والتعب، والملازمة، والمباحثة، والنصب، والصبر على الطلب؛ كما حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام أنه قال للخضر: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} الآية (٥)، وأنه قال لفتاه: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} (٦) أي: تعبًا.

وقال ابن المسيب رحمه الله: كنت أرحل في طلب العلم والحديث الواحد مسيرة الأيام، والليالي؛ ولهذا كان سيد أهل عصره، وكان [يسمى] (٧) سيد التابعين.

وقال مالك رحمه الله: أقمت خمس عشرة سنة أغدو من منزلي إلى منزل ابن هرمز، وأقيم عنده إلى صلاة الظهر مع ملازمتي لغيره؛ ولذلك فاق أهل عصره، ويسمى إمام دار الهجرة، وأقام ابن القاسم متغربًا عن بلده في رحلته إلى مالك عشرين سنة حتى مات مالك رحمه الله.

ورحل سحنون إلى ابن القاسم، فكان مما قرأ عليه مسائل "المدونة" و"المختلطة" فدونها، فجعلت أصل علم المالكيين، ومقدمة على غيرها من الدواوين بعد "موطأ مالك" رحمه الله.

ويُروى أنه ما بعد كتاب الله أصح من "موطأ مالك" في الفقه، ولا


(١) بياض في أ.
(٢) في ب: تقديم وتأخير.
(٣) زيادة من ب.
(٤) في ب: بالعناية.
(٥) سورة الكهف الآية (٦٩).
(٦) سورة الكهف الآية (٦٢).
(٧) سقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>