للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يذكر الرفع (١).

إلا أن الاستدلال بهذا [وأمثاله] (٢) ضعيف جدًا.

والجواب عن الفصل الثاني: في كيفية الرفع ونهايته: وهو أن يرفع يديه إلى منكبيه، وهما قائمان. وهذا هو المشهور عن مالك، وبه قال الشافعي رضي الله عنه.

والثاني: أنه يرفعهما إلى صدره.

وقال أبو حنيفة: يرفعهما إلى أذنيه.

وسبب الخلاف: تعارض الأخبار، فمنها حديث ابن عمر أنه كان يرفع يديه حذو منكبيه (٣).

ومنها: حديث مالك بن [الحويرث] (٤) أن الرسول عليه السلام كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه (٥).

فمن ذهب مذهب الترجيح: أخذ بحديث ابن عمر؛ لأنه أصحب من حديث مالك بن [الحويرث] (٦).

ومن ذهب مذهب الجمع بين الحديثين قال: كان يحاذي بكفيه منكبيه، وأطراف أصابعه عند [ضماختي] (٧) أو أذنيه.


(١) أخرجه مالك (١٧٠)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٢٤٠)، وعبد الرزاق في المصنف (٢/ ٦٤) حديث (٢٥٠٢)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٣٤) بسند صحيح.
(٢) في أ: ومثاله.
(٣) تقدم.
(٤) في الأصل: الجويرية، والمثبت هو الصواب، وهو مالك بن الحويرث أبو سليمان الليثي، توفي سنة (٧٤ هـ) أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة.
(٥) أخرجه البخاري (٧٠٤) ومسلم (٣٩١).
(٦) في الأصل: الجويرية.
(٧) في أ: صماخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>