للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرم: فتجب طاعته حينئذ على كل حال.

فالحكم بالعدل من أفضل أعمال البر، وأعلى درجات الأجر، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (١)، وقال - صلى الله عليه وسلم - "المقسطون على منابر من نور يوم القيامة على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين" (٢)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم القيامة لا ظل إلا ظله" (٣)، فبدأ بالإمام العادل.

والجور في الأحكام، واتباع الهوى فيها من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (٤)، يقال: قسط: إذا جار، وأقسط: إذا عدل.

والقضاء محنة، ومن دخله فقد ابتلى بعظيم؛ لأنه قد عرض نفسه للهلاك؛ إذ التخلص على من ابتلى به عسير، وخرج أبو داود عن بريدة الأسلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، ورجل قضى في الناس بجهل فهو في النار" (٥).

وروى عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا حكم الحاكم فاجتهد [فأصاب] (٦) فله أجران، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر واحد" (٧).


(١) سورة المائدة الآية (٤٢).
(٢) أخرجه مسلم (١٨٢٧).
(٣) أخرجه البخاري (٦٢٩)، ومسلم (١٠٣١).
(٤) سورة الجن الآية (١٥).
(٥) أخرجه أبو داود (٣٥٧٣)، والترمذي (١٣٢٢)، وابن ماجه (٢٣١٥)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
(٦) سقط من أ.
(٧) أخرجه أبو داود (٣٥٧٤)، والترمذي (١٣٢٦)، والنسائي (٣٥٨١)، وابن ماجة (٢٣١٤)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>