مستعملاً فيه ثبوته، كحذف المنادى قبل أمر أو دعاء، فانه يجوز حذفه لكثرة ثبوته، فإن الآمر أو الداعي يحتاجان إلى توكيد اسم المأمور والمدعو بتقديمه على الأمر والدعاء. واستعمل كثيرًا حتى صار موضعه منبهًا عليه إذا حذف، فحسن حذفه لذلك. فمن ثبوته قبل الأمر:(يا آدم اسكن)[البقرة: ٣٥]، (يا إبراهيم أعرض)[هود: ٧٦]، (يا يحيى خذ الكتاب بقوة)[مريم: ١٢]، (يا بني إسرائيل)، (يا مالك ليقض علينا ربك)[الزخرف: ٧٧]، وقول الراجز:
يارب هب لي من لدنك مغفره
ومن حذف المنادى المأمور قوله تعالى في قراءة الكسائي:(ألا يا اسجدوا)[النمل: ٢٥]، أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا. ومثال ذلك في الدعاء قول الشاعر:
ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى
فحسن حذف المنادى قبل الأمر والدعاء اعتياد ثبوته في محل ادعاء الحذف، بخلاف "ليت" فإن المنادى لم تستعمله العرب قبلها ثابتًا، فادعاء حذفه باطل، لخلوه من دليل. فتعين كون "يا" التي تقع قبلها لمجرد التنبيه مثل "ألا" في نحو:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل
ومثل هذا في قوله تعالى:(ها أنتم أولاء تحبونهم)[آل عمران: ١١٩].