وكما استعملت "إذا" بمعنى "إذْ"، كقوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا)[آل عمران: ١٥٦].
وكقوله تعالى:(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه)[التوبة: ٩٢]، وقوله تعالى:(وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها)[الجمعة: ١١].
لأن "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا"، و"لا أجد ما أحملكم عليه" مقولان فيما مضى. وكذا الانفضاض المشار إليه واقع فيما مضى. فالمواضع الثلاثة صالحة لـ"إذْ"، وقد قامت "إذا" مقامها. انتهى.
وقال شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني: لم يغفل النحاة ذلك بل منعوا وروده وأولوا ما ظاهره ذلك. وقالوا في مثل ذلك: استعمل الصيغة الدالة على الماضي لتحقق وقوعه فأنزلوه منزلته.
ويقوي ذلك أن في رواية البخاري:(حين يخرجك قومك)، قال: وعند التحقيق، ما ادعاه ابن مالك فيه ارتكاب مجاز، وما ذكره غيره فيه ارتكاب مجاز، ومجازهم أولى لما يبنى عليه من أن إيقاع المستقبل في صورة الماضي تحقيقًا لوقوعه واستحضارًا للصورة الآتية في هذه دون تلك.
ثم قال: وأما قول ابن مالك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أو مخرجي هم)، فالأصل فيه وفي أمثاله: تقديم حرف العطف على الهمزة كما تقدم على غيرها من أدوات الاستفهام نحو: (كيف تكفرون)[البقرة: ٢٨] و (فما لكم في المنافقين)[النساء: ٨٨]، (فأي الفريقين