كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم) [الحجرات: ٢] في أحد وجهيه، وهو أن يكون الفعل المعلل منهيا، لا أن
يكون الفعل المنهي معللا، فاعرف. انتهى ما في شرح المشكاة.
وأقول: قد ورد الحديث في مسند أحمد بلفظ: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ... " فعلم أن في الرواية الأولى حذفًا من الرواة، والمراد (بهذه الأمة) العرب.
وفي مسند أحمد أيضًا من حديث أبي موسى:"من سمع بي من أمتي أو يهودي أن نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة".
وقد ورد علنا من نحو عشرين سنة سؤال من الإسكندرية صورته:
قد روي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يمؤن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
قال النووي في شرحه: قوله: (من هذه الأمة)، أي: ممن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة، فكلهم ممن يجب عليه الدخول في طاعته، وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيهًا على من سواهما، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابًا، فغيرهم ممن لا كتاب له أولى.
قال السائل: وقد أشكل هذا الحديث من جهة التنزيل المقصود منه على القواعد النحوية، فإن المقصود من الحديث أنه من سمع بنبينا عليه الصلاة والسلام ممن شملته بعثته العامة ثم مات غير مؤمن بما أرسل به كان من أصحاب النار.