للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - السنة والحديث: السنة هي قول أو فعل أو تقرير، أما الحديث فهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط، عند الجمهور، فتكون السنة أعم من الحديث، لأن كل حديث سنة ولا عكس، فيكون بينهما عموم وخصوص مطلق، وفي قول آخر: إن الحديث ما نقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما نقل عن الصحابة، أما السنة فهي ما نقل عن الرسول فقط، فيكون الحديث هنا أعم من السنة (١).

٥ - وقد تطلق السنة على ما يقابل البدعة، فالسنة هي الطريقة التي أقرها الشرع، والبدعة ما ينافي ذلك مما ينكره الشرع (٢).

٦ - عرف بعض علماء الأصول السنة فقال: هي ما نقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير غير القرآن (٣)، فأضاف لفظ "غير القرآن" ليتحرز في تعريف السنة عن القرآن الكريم، فإنه نقل عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخالف جمهور الأصوليين في هذه الإضافة؛ لأن رسول الله لم يكن إلا مبلغًا لكلام الله عن جبريل إلى الأمة، وليس القرآن صادرًا عنه كالسنة.

ما يدخل في السنة وما لا يدخل:

قلنا في تعريف السنة: إنها ما نقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، والسؤال الآن: هل كل أقواله وأفعاله وتقريراته تعتبر سنة يجب العمل بها أم لا؟


= - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر رضي الله عنه ليبقى إمامًا في الصلاة، رواه البخاري ومسلم، وكتابة فريضة الزكاة.
(١) إرشاد الفحول: ص ٣٣، المدخل لابن بدران: ص ٨٩، تسهيل الوصول: ص ١٣٩، الموافقات: ٤ ص ٤.
(٢) إرشاد الفحول: ص ٣٣، المدخل لابن بدران: ص ٨٩، تسهيل الوصول ص ١٣٩.
(٣) تسهيل الوصول: ص ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>