للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصواب: (فلان عاصي) لمن عصى أمر الله، أو أمر أبويه.

قال - صلى الله عليه وسلم -: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) "حسن رواه أحمد"

٤ - الخطأ: (قبح الله وجهه)

الصواب: (هداه الله، أصلح الله حاله)

قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقولوا قبح الله وجهه) "صحيح أخرجه البخاري في الأدب المفرد"

وذلك لما فيه من الجرأة على الله تعالى والتقول عليه بغير عِلم.

٥ - الخطأ: (يا حمار، يا تيس، يا كلب) عن المسيب قال:

"لا تقل لصاحبك يا حمار، يا كلب، يا خنزير فيقول يوم القيامة: أتراني خُلِقْتُ

كلبًا، أو حمارًا، أو خنزيرًا" "رواه ابن أبي شيبة. وفيه عن مجاهد وغيره" (١)

قال النووي: (فصل: ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه (يا حمار، يا تيس، ياكلب) ونحو ذلك فهذا قبيح من وجهين:

أ - أحدهما أنه كذب (أي لم يخلقه الله حمارًا، أو تيسًا، أو كلبًا).

ب - (والآخر أنه إيذاء (لأن الإنسان يتأذى بهذه الكلمات التي تهينه). وهذا يخالف قوله: يا ظالم، ونحوه فإن ذلك يسامح به لضرورة المخاصمة، مع أنه يصدق غالبًا، فقلَّ إنسان إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها) انتهى كلام النووي (٢).

أقول: إن هذه الكلمات القاسية التي يقولها المسلم لأخيه تتنافى مع ما جاء في القرآن وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}. "سورة الإِسراء٧٠"

وآدم خلقه الله مِن طين، ونفخ فيه من روحه كما أخبر عن ذلك في القرآن الكريم. والبشر جميعًا من أولاد آدم -عليه السلام-.

فقول الرجل لأخيه (يا حمار، يا كلب) كذب وافتراء على القرآن، ولا سيما قوله (ابن كلب). فيه شتم لآدم -عليه السلام- الذي هو أبوه، وهو الأب للبشر جميعًا. وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه". "متفق عليه"

فكما أن المسلم لا يحب أن يقال له (كلب، حمار، تيس) وغيرها من الكلمات البذيئة فلا يجوز له أن يقولها لأخيه المسلم. ولو نظر المسلم بعين البصيرة لرأى أن هذه الكلمات النابية موجهة إليه بالذات، لأنه يوجهها إلى أخيه المسلم، وهو أخوه، شاء


(١) انظر معجم المناهي اللفظية ص ٣٥١
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>