أم أبى، لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. "الحجرات ١٠"
لذلك يحسن بالمسلم العاقل أن يقول لمن يقول له هذه الافتراءات (خنزير، بغل، كلب) حتى (ظالم، فاسق، فاجر، كافر) وغيرها من الكلمات القاسية، عليه أن يقول له (أنا أخوك) أي إذا كُنتُ خنزيرًا أو كلبًا أو فاسقًا أو كافرًا، فأنت مثلي لأنني أخوك. ولا يجوز له أن يقابل الكلمات النابية بمثلها عملاً بقول الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. "سوره فصلت ٣٤"
وقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. "سورة النحل١٢٥"
ومن الغريب والمؤسف أن يقول الوالد لابنه (ابن كلب) فكأنه يقول:
إن والدك كلب وأنت ولده.
الصواب: (أصلحك الله وهداك).
فالدعاء للولد والعاصي وغيرهما أنفع، لعل الله يجيب الدعاء.
٦ - الخطأ: (ابن حرام، ابن زنا): للمحتال والنصاب والمفسد.
ومعناه أن والدته زنت وجاءت به في الحرام، وهذا رمي لامرأة مسلمة بالزنا، فإما أن يقيم على ذلك أربعة شهود - وهيهات- وإما أن يُجلد ثمانين جَلدة لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً، وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا، وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. "سورة النور ٤، ٥"
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}. "النور ٢٣ - ٢٥"
أقول: إذا كان بعض الأشخاص أساؤوا في معاملاتهم، فلا يجوز اتهام أمهاتهم ولا سيما في الزنا:
قال الله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. "سورة فاطر ١٨"
الصواب: (أن يقال لهذا الشخص المخطىء):
عملك عمل المحتالين والنصابين والمفسدين.