لأن العرب المشركين كانوا يعرفون معناها، وأن من قالها لا يجوز له أن يدعو غير الله، وبعض المسلمين يقولونها بألسنتهم، ويدعون غير الله، فينقضونها.
ج - أما توحيد الصفات فكانت المدرسة تتأول آيات الصفات كبقية المدارس في أكثر بلاد المسلمين مع الأسف الشديد، وأذكر أن المدرس كان يفسر قول الله تعالى:
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. [طه: ٥]
(استوى: بمعني استولى) ويستشهد بقول الشاعر:
قد استوى بِشرٌ على العراق ... مِن غير سيف ودمٍ مهراق
قال ابن الجوزي: هذا الشعر لا يُعلم قائله، وقال آخرون: نصراني، وكلمة
(استوى) ورد تفسيرها في البخاري عند قول الله تعالى:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلى السَّمَاءِ} [البقرة: ٢٩]
قال: مجاهد وأبو العالية: (استوى: علا وارتفع). "البخاري كتاب التوحيد جـ ٨/ ١٧٥"
فهل يجوز لمسلم أن يترك قول التابعين في البخاري، ويأخذ بقول شاعر مجهول؟
وهذا التأويل الفاسد الذي ينكر عُلُوَّ الله على عرشه يخالف عقيدة الإِمام أبي حنيفة، ومالك وغيرهما، فقد قال الإِمام أبو حنيفة الذي يدرسون مذهبه:
(مَن قال لا أعرف رَبي في السماء أم في الأرض فقد كفر)؛ لأن الله يقول:
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} "سورة طه: ٥"
(وعرشه فوق سبع سماوات). "انظر شرح العقيدة الطحاوية ٣٢٢"
٤ - وقد حصلت على شهادة المدرسة عام ١٩٤٨، ونلت الشهادة الثانوية العامة، ونجحت في مسابقة بعثة للأزهر، لكنني لم أذهب لأسباب صحية، ودخلت دار المعلمين في حلب، وعملت مدرسًا لمدة ٢٩ سنة تقريبًا، ثم تركت التدريس.
٥ - بعد استقالتي من التدريس جئت بعمرة إلى مكة عام ١٣٩٩ هـ، وتعرفت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وعرف أن عقيدتي سلفية، فاعتمدني مدرسًا في الحرم المكي وقت الحج، ولما انتهى موسم الحج أرسلني إلى الأردن للدعوة إلى الله، فذهبت، ومكثت في مدينة "الرمثا" في جامع صلاح الدين، فكنت إمامًا وخطيبًا ومدرسًا للقرآن، وكنت أزور المدارس الإِعدادية وأُوجه الطلاب إلى عقيدة التوحيد، فكانوا يتقبلونها بقبول حسن.