للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهده الأعمال يرتكبون المعاصي، بل يشركون بالله جهرًا فكيف يكونون من الأولياء وأصحاب الكرامات؟ والله تعالى يقول:

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}. [يونس: ٦٢، ٦٣]

فالولي هو المؤمن التقي الذي يبتعد عن الشرك والمعاصي، ويستعين بالله وحده عند الشدائد والرخاء، وقد تأتيه الكرامة عفوًا وبدون طلب وشهرة أمام الناس.

٤ - وقد ذكر شيخ الإِسلام ابن تيمية عن أفعال أمثال هؤلاء وغيرهم فقال: ولا تحصل لهم هذه الأفعال عند قراءة القرآن والصلاة؛ لأن هذه عبادات شرعية إيمانية، محمدية، تطرد الشياطين. . . وتلك عبادات بدعية شركية، شيطانية، فلسفية، تستجلب الشياطين.

٥ - والغريب أن واحدًا ممن تأثروا بالفكر الصوفي هو (سعيد حوى) قد انطلت عليه هذه الأباطيل، فراح يكتب عنها، ويدعو إلى دراسة الطريقة الرفاعية، ويروي حادثة سمع بها يقول عنها: حدثني رجل نصراني أن رجلاً ضربه في بطنه، فخرج السيخ من ظهره. .!! ثم يقول: وقد يكون صاحب هذه الكرامة فاسقًا، فتكون لجده!! "انظر كتاب تربيتنا الروحية ٧٤"

فالكاتب يأخذ الحادثة عن رجل نصراني، وقد يكون كاذبًا، وهل تكون الكرامة لفاسق؟ ومتى كانت بالوراثة؟ الكرامة تكون للأولياء المتقين، ولا تكون بالوراثة، ولا تكون لفاسق، وإذا حصل شيء خارق للعادة لفاسق، فلا يُسمى كرامة، كما زعم "سعيد حوى" بل يكون استدراجًا لهم، ليزيدهم في الضلال، وسبق أن ذكرت أن المجوسِ يقومون بأعمال أشد من ضرب السيخ!

٦ - ثم إن رجلاً سلفيًا كلف أحد هؤلاء المشعوذين الذين يضربون أنفسهم بالشيش، أن يدخل دبوسًا في عينه، فامتنع وخاف، مما يدل على أنه يدخل الشيش في جلده بسيخ خاص، والذين كانوا يتعاطون مثل هذه الأعمال ثم تابوا تحدثوا عن الدم الذي كان يسيل منهم، ويغسلونه بعد ذلك.

٧ - وحدثني مسلم صادق رأى بعينه جنديًا يضرب نفسه بسيخ حديد له شكل خاص، ورأى الدم يسيل من مكان السيخ، ولما أخذوه إلى قائده العسكري قال له: نحن نضربك على رجليك بالبارودة فإن كنت صادقًا فاصبر وتحمل، ولما نُفذَ الضرب به بدأ يبكي ويصيح ويولول، ويستغيث، ولم يتحمل الضربات، وبدأ الجنود يضحكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>