هذا الشرط كبقية الشروط لم يحققه جماعة التبليغٍ، وسبق أن ذكرت أنني نصحت أحد الشباب الذي ألقى بيانًا ذكر فيه حديثًا موضوعًا، فقال لي أميرهم، أُتركه لا تُعلمه، الله يُعلمه! مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(إنما العِلم بالتعلم). "حسن انظر صحيح الجامع"
وزارني وفد منهم من الأردن، وبينت لهم عقيدة التوحيد، ومنها الإعتقاد أن الله في السماء كما أخبر عن نفسه في قول الله تعالى:
وذكرت لهم حديث الجارية التي سألها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أين الله؟ قالت في السماء، قال: مَن أنا؟ قالت أنت رسول الله، فقال لصاحبها: أعتِقها فإنها مؤمنة). "رواه مسلم"
فأُعجب الحاضرون بهذه المعلومات، وطلبوا مني بعض الرسائل للعلم، علمًا بأن كثيرًا منهم، لا يريدون قراءة كتب العلم، وقد أهديت لاثنين منهم بعض الرسائل ليأخذوها معهم، ويقرأوها مع جماعتهم، فلم يأخذوها، وكان مِن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقبل الهدية. وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
"تَهادوا تحابوا". "حديث حسن انظر صحيح الجامع"
٤ - إكرام المسلمين:
الواقع أنهم يكرمون ضيوفهم، ولا سيما عند الطعام، ويتحدثون عن إكرام العلماء، وليتهم أخذوا بنصيحتهم، وقبلوا توجيهاتهم، وقد خرجت معهم في عدد من البلدان، فلم يسمحوا لي مرة بالتحدث إليهم، بل يسمحون لواحد من جماعتهم ولو كان جاهلًا أن يتحدث للناس، وهذا يضر أكثر مما ينفع، فيأتي بأحاديث مكذوبة كما مَر قبل قليل، ويأتون بحديث لم يثبت عند الطعام ويقولون:
(تحدثوا عند الطعام ولو بثمن أسلحتكم). "لم أجده في كتب الحديث"
٥ - إخلاص النية لله تعالى:
وهو شرط مهم، وقد يتحقق عند بعضهم، فيذهب بنية الدعوة، وينفق من ماله، والإِخلاص محله القلب، لا يعلمه إلا الله، وكثيرًا ما يتحدث أفرادهم، ولا سيما