الوجه الأول: قوله: "إنهم في الحقيقة لم يزيدوا بالنسبة للعقائد شيئًا عما جاء به ابن تيمية"؛ معناه أن ابن تيمية في نظره جاء بعقائد ابتدعها من عنده، وأن الوهابية عدُّوه مُشَرِّعًا.
وقد سبق الجواب عن هذه الفرية، وبيَّنَّا أن شيخ الإِسلام ابن تيمية لم يبتدع شيئًا من عنده، بل كان على عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة، لم يستحدث شيئًا من عنده. وإننا نتحدَّى كل من يقول مثل هذه المقالة الظالمة أن يبرز لنا مسألة واحدة خالف فيها شيخ الإِسلام ابن تيمية مَن سبقه من سلف الأمة. غاية ما في الأمر أنه جدَّد عقيدة السلف، ونشرها، وأحياها بعدما اندرست ونسيها الكثيرون.
ونقول أيضًا: إن شيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أئمة الدعوة لم يقتصروا على كتب شِيخ الإِسلام ابن تيمية، بل استفادوا منها ومن غيرها من الكتب السليمة المفيدة المتمشِّية على منهج السلف؛ يعرف هذا مَن طالع كتبهم.
الوجه الثاني: أن قوله: "لم يكتفوا بجعل العبادة كما قررها الإِسلام في القرآن والسنة" فرية عظيمة واتهام خطير لعلّماء دعوة التوحيد في نجد بأنهم ابتدعوا عبادات لم يشرعها الله ورسوله.
ولكن الله فضحه وبيَّن كذبه، حيث لم يجد مثالًا لما قال إِلا تحريم الدخان، وهذا مما يدل على جهله؛ فإن تحريم الدخان ليس من قسم العبادات والعقائد، وإنما هو من قسم الأطعمة والحلال والحرام والفروع. وأيضًا فإن تحريم الدخان لم يختصَّ به علماء الدعوة في نجد، بل حرَّمه غيرهم من علماء الأمة؛ لخبثه وضرره، وها هي الآن تقام أنشطة مكثفَّة للتحذير من شرب الدخان وتوعية الناس بأضراره من قبل المنظمات الصحية العالمية.
وقوله:"حتى إن العامَّة منهم يعتبرون المدخن كالمشرك".
هذه فرية أخرى، ولو صح أن أحدًا من العامة حصل منه ذلك، فالعاميُّ ليس بحجة يُعاب به أهل العلم، ولكن عوامَّ أهل نجد - والحمد لله - يعرفون من الحق أكثر مما يعرفه علماء الضَّلالة، يعرفون ما هو الشرك وما هو المحرَّم الذي لا يعُدُّ شركًا بما يقرؤون وما يسمعون من دورس التوحيد وكتب العقائد.