الوجه الثالث: قوله: "كانوا في أول أمرهم يحرِّمون القهوة وما يماثلها".
نقول: هذا كذب ظاهر، ولم يأت بما يُثبِت ما يقول، وما زال علماء نجد وعامتهم يشربون القهوة في مختلف العصور، وهذه كتبهم وفتاواهم ليس فيها شيء يؤيد ما يقوله، بل فيها ما يكذبه؛ فإن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرّحمن -رحمه الله- أنكر على مَن قال بتحريم القهوة من الجهال، وردَّ عليه، وله في ذلك رسالة مطبوعة مشهورة.
الوجه الرابع: قوله: "إن الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجردة، بل عمدت إلى حمل السيف لمحاربة المخالفين لهم باعتبار أنهم يحاربون البدع".
أقول: أولاً: قوله: "إن الوهابية لم تقتصِر على الدعوة المجردة" يدل على جهله، فإن الدعوة المجرَّدة لا تكفي مع القدرة على مجاهدة أعداء الإِسلام؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جاء بالدعوة والجهاد في سبيل الله.
ثانيًا: قوله: "إنهم حملوا السيف لمحاربة من خالفهم".
هذا كذب عليهم؛ فإنهم لم يحاربوا خصومهم لمجرد مخالفتهم، بل حاربوهم لأحد أمرين: إما للدفاع عن أنفسهم إذا اعتدى عليهم أحد، وإما لإزالة الشرك إذا احتاجت إزالته إلى قتال، وتاريخ غزواتهم شاهذ بذلك، وهو مطبوعٌ متداوَل في أكثر من كتاب.