٣ - أن يحذر المعلم طلابه من الشرك: وهو صرف العبادة لغير الله: كدعاء الأنبياء والصالحين وغيرهم، عملاً بوصية لقمان لولده التي قال فيها:
{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]
٤ - على المعلم أن يعلم طلابه الصلاة في المدرسة، ويأخذهم إلى المسجد ليصلوا مع الجماعة، ويشرف عليهم بنفسه ليتعلموا آداب المسجد، فيدخلوه بنظام وهدوء، ويبدأ بتعليم الطلاب الوضؤ والصلاة منذ السابعة للبنت والصبي على السواء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا، وفرَّقوا بينهم في المضاجع). "صحيح رواه البزار وانظر صحيح الجامع"
٥ - وعلى المربي أن يعلم طلابه التوكل على الله كما قال موسى لقومه:
{فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} "يونس: ٨٤"
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنكمِ توكلون على الله تعالى حقِّ توكله لرزقكم كما يرزقَ الطير تغدو خِماصًا، وتروح بطانًا). "صحيح رواه أحمد والترمذي"
وأن الأخذ بالأسباب واجب، لقوله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الناقة:
(إعقِلْها وتوكل). "حسن رواه الترمذي "
٦ - على المدرس كذلك أن يغرس روح التضحية والجهاد في سبيل الله ضد أعداء الإِسلام من الكفرة، واليهود، والملحدين، وأن يربط أذهان الطلاب بأمجاد سلفهم، وغزوات نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويشحذ هِمَمهم على التأسي بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إيمانهم وأخلاقهم.
٧ - ثم إن عليه أن يقنع طلبته أن العرب قوم أعزهم الله بالإِسلام، فمهما ابتغوا العزة في غيره أذلهم الله كما قال عمر -رضي الله عنه-.
فلا نصر على الكفار إِلا بالرجوع إلى تحكيم كتاب الله، وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في حياتنا وأمورنا كلها، مع إعداد القوة من الأسلحة الحديثة، والشباب المسلم المدَرب، الذي يكون قد ترَبى على الرجولة وتشبع بالإِيمان، والتزم النهج الصحيح، والعقيدة السليمة.
وعليه فيمكننا القول بأن المعلم في استطاعته إذا أخلص في عمله والتزم المنهج الإِسلامي في تربيته وتعليمه أن يبني جيلًا قويًا يمكنه دفع عدوان المعتدين، وأن يحمل راية التوحيد ليدك حصون الكفر والشرك، ويُحرر الإِنسانية الحائرة، فيُرشدها إلى ربها