للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - آداب النظر:

إذا رأيت امرأة سافرة، فغُضَّ بصرك عنها، فإن العين تزني، وزنا العينين النظر إلى ما حرم الله وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

(يا عَلي لا تُتبع النظرةَ النظرة، فإن لكَ الأُولى، ولَيست لك الآخرة).

"رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع"

واعلم أن هذه النظرة لن تفيدك إِلا حسرة وندامة: فإذا كنت متزوجًا، ونظرت على امرأة أجمل من زوجتك، فإن نفسك تتغير مع زوجتك، ويصيبك الهم والنزاع مع زوجتك وقد كنت قبل النظر مسرورًا راضيًا بزوجتك.

وإذا كنت قبلُ أعزبًا، فإن نظرك إلى المرأة الأجنبية قد يحرك في نفسك الشهوة، وربما ساقك الشيطان إلى ارتكاب الفاحشة، لذلك أمر الله تعالى المؤمنين فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: ٣٠]

وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (ما تركتُ فِتنة بَعْدي أضَرَّ على الرجال مِن النِّساء) "رواه مسلم"

١٢ - آداب النصيحة:

لقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النصيحة فقال:

(الدين النصيحة: قيل لِمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولِأَئِمة المسلمين وعامتهم). "رواه مسلم"

ولكن النصيحة لها آداب يجب مراعاتها، نأخذها من المربي الكبير سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -:

(أ) فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:

بينما نحن في المسجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ مَهْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

(لا تُزرموه دعوه، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله دعاه فقال له:

إن هذه المساجد لا تصلح لشيء مِن هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة وقراءة القرآن، قال: وأمرَ رجلاً مِن القوم فجاء بدلوٍ مِن ماء، فسَنَّه عليه).

[أي: صَبَّه عليه]. [لا تزرموه: لا تقطعوا بوله فتضروه]. "رواه مسلم"

(ب) روى مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي قال:

بينما أنا أصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ عطسَ رجلٌ مِن القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني

<<  <  ج: ص:  >  >>