إِلا خمسين عامًا، وهو يدعوهم إِلى التوحيد، فكان ردهم كما ذكر القرآن،
(وقالوا لا تَذَرُنَّ آلهتَكم ولا تَذرُنَّ ودًّا ولا سواعًا ولا يغوثَ ويَعوقَ ونَسْرًا (٢٣) وقد أضَلّوا كثيرًا} [نوح:٢٣، ٢٤]
روى البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنهما- في تفسير هذه الآية قال:
١ - هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إِلى
قومهم أن انصِبوا إِلى مجالسهم التى كانوا يجلسون أنصابًا وسموها باسمائهم
ففعلوا فلم تعبد حتى إِذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبِدَت. (أي الأحجار
والأنصاب التي هي التماثيل)
٢ - ثم جاء الرسل بعد نوح يدعون قومهم إِلى عبادة الله وحده، وترك ما
يعبدون من دونه من الآلهة التي لا تستحق العبادة، فاسمع إِلى القرآن وهو يُحدثك عنهم فيقول: {وِإلى عادٍ أخاهم هُودًا قال يا قوم اعبُدوا الله ما لكم مِن إِله غَيره أفلا تتقون}. [الأعراف: ٦٥]
{وإِلى ثمودَ أخاهم صالحًا فال يا قوم اعبدوا الله ما لكم مِن إِله غيره}
[هود: ٦١]
{وإِلى مَدين أخاهم شُعيبًا قال يا قَوم اعبدوا الله ما لكم من إِله غيره}
[هود: ٨٤]
{وإِذ قال إِبراهيم لأبيه وقومَه إِنني بَراءٌ مما تَعبدون (٢٦) إِلا الذي فطرَني فإِنه سيهدين} [الزخرف:٢٧،٢٦]
وكان رَدُّ المشركين على جميع الأنبياء بالمعارضة والاستنكار لما جاءوا به، ومحاربتهم بكل ما يستطيعون من قوة.
٣ - وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي كان معروفًا عند العرب قبل البعثة بالصادق الأمين، لما دعاهم الى عبادة الله وتوحيده، وترك ما كان يعبد آباؤهم نسوا صدقه