للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمانته، وقالوا: {ساحر كذاب} وهذا القرآن يحكي ردهم فيقول: {وعجبوا أنْ جاءَهم مُنذِرٌ منهم وقال الكافرون هذا ساحِرٌ كذَّاب (٤) أجعل الآلهة إِلهًا واحد إِن هذا لشيءٌ عجاب} [ص: ٤، ٥]

{كذلك ما أتى الذين مِن قَبلهم مِن رسول إِلا قالوا ساحِرٌ أو مجنون (٥٢) أتواصَوا به بل هم قومٌ طاغون} [الذاريات: ٥٢ - ٥٣]

هذا موقف الرسل جميعًا من الدعوة إِلى التوحيد، وهذا هو موقف أقوامهم

المكذبين المفترين.

٤ - وفي عصرنا الحاضر حينما يدعو المسلم إِخوانه إِلى الأخلاق والصدق والأمانة لا تجد معارضًا له، فإِذا قام يدعو إِلى التوحيد الذي دعت إِليه الرسل وهو دعاء الله وحده، وعدم دعاء من سواه من الأنبياء والأولياء الذين هم عباد الله - قام الناس يعارضونه ويتهمونه بتهم كاذبة، ويقولون عنه (وهابي)! ليصدوا الناس عن دعوته، وإِذا جاءهم بآية فيها توحيد قال قائلهم: (هذه آية وهابية)!!

وإِذا جاءهم بحديث: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنتَ فاستعِن بالله" قال بعضهم: (هذا حديث وهابي)!.

وإِذا وضع المصلي يديه على صدره، أو حرَّك إِصبعه في التشهد، كما فعل

الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال الناس عنه وهابي!! فأصبح الوهابي رمزًا للموحد الذي يدعو ربه وحده، ويتبع سنة نبيه، والوهابي منسوب للوهَّاب، وهو اسم من أسماء الله - الذي وهب له التوحيد، وهو أكبر نعمة من الله على الموحدين.

٥ - على دعاة التوحيد أن يصبروا، ويتأسوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال له ربه:

(واصبِر على ما يقولون واهجُرهم هَجرًا جميلًا} [المزمل: ١٠]

{فاصبر لحكم ربك ولا تُطِعْ منهم آثِمًا أو كَفورًا} [الإِنسان:٢٤]

على المسلمين أن يقبلوا دعوة التوحيد، ويحبوا دعاته، لأن التوحيد دعوة

<<  <  ج: ص:  >  >>