صبَّه الله على المسلمين، بسبب إِعراضهم عن التوحيد، وظهور الشرك في عقيدتهم وسلوكهم، والدليل على ذلك ما نراه في أكثر بلاد المسلمين من مظاهر الشرك المتنوعة التي حسبها الكثير من المسلمين أنها من الإِسلام، ولذلك لم ينكروها، علمًا بأن الإِسلام جاء ليحطم مظاهر الشرك، أو المظاهر التي تؤدي إِليه، وأهم هذه المظاهر:
١ - دعاء غير الله: ويظهر ذلك في الأناشيد والقصائد التي تقال بمناسبة الإحتفال بالمولد أو بذكرى تاريخية، فقد سمعتهم ينشدون:
يا إِمام الرسل يا سنَدي ... أنتَ بابُ الله ومُعتمدي
وفي دنياي وآخرتي ... يا رسول الله خُذ بيدي
ما يُبدِلُني عسر يُسرا ... إِلَّاكَ يا تاج الحضره
ولو سمع الرسول مثل هذا لتبرأ منه، إِذ لا يبدل العسر باليسر إِلا الله وحده،
ومثلها قصائد الشعر التي تكتب في الجرائد والمجلات والكتب، وفيها طلب المدد والعون والنصر من الرسول والأولياء والصالحين العاجزين عن تحقيقها ..
٢ - دفن الأولياء والصالحين في المساجد: فترى في أكثر بلاد المسلمين القبور في بعض المساجد، وقد بُنيت عليها القباب، وبعض الناس يسألونها من دون الله، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله:"لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". [متفق عليه]
فإِذا كان دفن الأنبياء في المساجد ليس مشروعًا، فكيف يجوز دفن المشايخ
والعلماء؟ عِلمًا بأن هذا المدفون قد يُدعى مِن دون الله، فيكون سببًا لحصول الشرك، والإسلام يُحرم الشرك، ويُحرم وسائله المؤدية إِليه.
٣ - النذر للأولياء: بعض الناس ينذرون ذبيحة أو مالًا أو غير ذلك للولي الفلاني، وهذا النذر شرك يجب عدم تنفيذه، لأن النذر عبادة وهي لله وحده. قالت امرأة