ج ١٥ - الخوف: جبن في القلب، وهو نوعان: اعتقادي، وطبيعي.
(١) الخوف الاعتقادي: هو الخوف من الأموات، وهو من الشرك الأكبر، ومن عمل الشيطان. قال الله تعالى:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ١٧٥]
(أي يخوفكم أولياءه، ويوهمكم أنهم ذَوُو بأس، وذوو شِدة، فإِذا سوِّل لكم
والخوف من الأموات من عمل المشركين واعتقادهم، قال الله - تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}[الزمر: ٣٦]
(يعني المشركين يخوفون الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويتوعدون بأصنامهم وآلهتهم الأموات التي يدعونها من دون الله جهلًا منهم وضلالًا). [ذكره ابن كثير]
وكما قال قوم هود لنبيهم هود -عليه السلام-: {إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ}. [هود: ٥٤]
يقولون ما نظن إِلا أن بعض الآلهة أصابك بجنون وخبَل في عقلك بسبب
نهيك عن عبادتها وعيبك لها فأجابهم هود:{قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ}. [هود: ٥٤، ٥٥][ذكره ابن كثير]
أقول: وهذا دليل على أن الخوف من الأموات شرك، وقد وقع فيه بعض المسلمين فخافوا من الأموات، مع أنهم عاجزون عن دفع الضر عنهم، فضلًا عن إِنزال الضر بغيرهم، فالميت إِذا أصابه حريق لا يستطيع الهرب فيحترق.
(٢) الخوف الطبيعي: وهو خوف الإِنسان من الظالم أو الوحش وغيرهما فهذا ليس بشرك، قال الله تعالى:{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى}. [طه:٦٧]