(٢) التوسل الممنوع: وهو دعاء الأموات، وطلب الحاجات منهم، كما هو واقع اليوم، وهو شرك أكبر، لقول الله تعالى:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}. (أي المشركين)[يونس: ١٠٦]
(٣) أما التوسل بجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كقولك:"يا رب بجاه محمد اشفني" فهذا بدعة، لأن الصحابة لم يفعلوه، ولأن عمر توسل بالعباس حيًا بدعائه، ولم يتوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته.
وهذا التوسل قد يؤدي للشرك، وذلك إِذا اعتقد أن الله محتاج لواسطة بَشر كالأمير والحاكم، لأنه شبه الخالق بالمخلوق.
قال أَبو حنيفة:"أكره أن أسأل الله بغير الله". [ذكره صاحب الدر المختار]
س ٢ - هل يحتاج الدعاء لواسطة مخلوق؟
ج ٢ - لا يحتاج الدعاء لواسطة مخلوق لقول الله - تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}[البقرة: ١٨٦]
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معَكم". (أي بعلمه)[رواه مسلم]
س٣ - هل يجوز طلب الدعاء من الأحياء؟
ج ٣ - نعم يجوز طلب الدعاء من الأحياء لا الأموات.
قال الله -تعالى- يخاطب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو حي:{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: ١٩]
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي:"أن رجلًا ضرير البصر أتى النبيَ
- صلى الله عليه وسلم -، فقال: ادعُ الله أن يعافِيَني قال: إن شئتَ دعوتُ لك، وإن شئت صبرتَ فهو خيرٌ لك .. "