س ٥: إذا كان كل شيء مُقدَّراً ومكتوباً فما فائدة العمل؟ وكيف يعذب الله العصاة على أمر هو الذي كتبه وخلقه؟
جـ ٥: (اعملوا فكل مُيَسَّر لما خُلِق له) فالشقاوة والسعادة خلقها الله مرتبطة بأسبابها من المعصية والطاعة، ولم يخلقها مجردة عن الأسباب، فلا يصير أحد إلى النار إلا بعمل أهل النار، ويدخل المؤمنون الجنة جزاءً بما كانوا يعملون، وكما سبق فالعمل وإن كان بمشيئة الله وقدرته فهو مقدور للإِنسان، وهو سبب سعادته أو شقائه وهو يكون بمشيئة العبد:
{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة فصلت، آية ٤٠]
والله يعذب من يستحق العذاب من عباده على عملهم هم وإن كان هو كتبه فهو لم يأمرهم به:
{قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [سورة الأعراف، آية ٢٨]
كما أن الكتابة في اللوح اَلمحفوظ لا يعلمها العباد وإنما يعلمون شرع الله:
الأمر والنهي والحلال والحرام وعندهم العقل والاختيار، ولذا رد الله على
المشركين القائلين:
{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا}. [سورة الأنعام، آية ١٤٨]
بقوله: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام، آية ١٤٨]
والسؤال يوم القيامة يكون عن ماذا أجبتم المرسلين؟؟. و (ماذا كنتم تعملون؟؟) لا عن ماذا كتب عليكم في اللوح المحفوظ.
س ٦: ما حكم من يفعل المحرمات ويترك الواجبات ويقول: "لو أراد الله أن يهديني لهداني".
جـ٦: هذا من أتباع إبليس الذي قال لربه: {رب بما أغويتني} فأول من احتج
بالقدر إبليس فلم تنفعه هذه الحجة، وأما آدم وحواء فقالا:
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
[سورة الأعراف، آية ٢٣]
فاختر لنفسك مع مَن تريد أن تكون فإن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس
أنفسهم يظلمون.