للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانحراف المسيرة يأتي من أحد هذين الأصلين، إما من جهل الصراط وعدم العلم به وهذا هو الضلال، ومن هنا أتى النصارى الذين سماهم الله بـ (الضالين) إذ عبدوا الله على جهل، وإما أن يأتي من عدم الاستقامة عليه واتباعه مع العلم به، وهذا حال اليهود الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه؛ ولذلك سماهم الله (المغضوب عليهم)

وأما حال الذين أنعم الله عليهم فهو معرفة الحق واتباعه:

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [سورة الفاتحة، الآيتين ٦، ٧]

عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل اللهم اهدني وسدِّدْني واذكر (١) بالهدى هدايتك الطريق، والسداد سداد السهم". [رواه مسلم]

أيها الأخوة: إن من نعمة الله علينا أن الصراط المستقيم الذي ينبغي لنا أن نسلكه واضحة معالمه معروفة حدوده محفوظ في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يرِدا عليَّ الحوض". [رواه الحاكم بسند صحيح]

وهذا الدرب لم ولن يخلو من السالكين مصداقاً لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". [رواه مسلم والترمذي]

فالصراط المستقيم محفوظة تعاليمه في الكتب وفي الصدور، فإذا طلبنا في هذا الطريق القويم فإننا سنهتدي بحول الله وقوته وسنصل إلى الهدف المنشود إن شاء الله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [سورة العنكبوت، آية ٦٩]

* فمن أسباب الإنحراف:

أ - اعتماد أصول غير إسلامية

فمن ذلك اعتماد كثير من الكتاب ورجال الدعوة والفكر على الأحاديث الضعيفة والموضوعة.


(١) تذكر ذلك يا علي في حالة دعائك هذا المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>